تستعمل المجازر العصرية ما يسمى بصندوق الذبح الدوار، أو صندوق الشعائر، وهو صندوق تدخل إليه البهيمة -بقرة، أو عجل-، ويغلق عليها مثبتا جسمها ورأسها، ويدور بعكس عقارب الساعة: 90 درجة، لتصبح البهيمة في وضع أفقي على جانبها الأيسر، ومواجهة القبلة، بما يمكن الناحر أن يتوجه للقبلة أيضا، وينحرها بسهولة، حيث إن مكان النحر يكون ظاهرا وسهلا، يجنب هذا الصندوق ربط البهائم وجرها لإيقاعها أرضا، ثم جرها لتوجيهها للقبله، كما يسرع من العملية، دون أن ترى، أوتختلط مع البهائم المذبوحة.
فما حكم استعماله شرعا؟ علما أنه مستعمل بنطاق واسع في الدول الإسلامية خاصة بالخليج، ومصر، والمغرب، في المجازر العصرية المعتمدة.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا نرى حرجا في استعمال هذا الصندوق، وكيفية الذبح به، ولا نعلم مانعا شرعيا يمنع منه، إذ ليس في استعماله تعذيب للذبيحة، ولا إخلال بالطريقة الشرعية في الذبح، بل في استعماله تيسير على الذابح، ورفق بالذبيحة أيضا.

ومن المعلوم أن الشرع جاء بالترغيب في الرفق بالذبيحة، كما في حديث: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته. رواه مسلم.

والله أعلم.