الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأكل من وجبات الطعام المحتوية على اللحوم في بلاد الغرب

السؤال

أنا متواجدة حاليا بـ(كامب) لجوء ببلد أوروبي، وهم المسؤولون عن تقديم وجبة الغداء لنا، وأنا ليس لديَّ وسيلة للتأكد إذا كان اللحم حلالا أم لا. سألت المتواجدين معي، لكن ليس لديَّ ثقة تامة في جوابهم، فالبعض يقول: نكتفي بقول: باسم الله، ونأكل.
علما أنني لا آكل من الطعام، فوزني بدأ بالتراجع حوالي 47 كيلو، وحاليا ليس لديَّ القدرة للذهاب للتسوق لجلب طعام آخر.
وجزيتم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل هو حل طعام أهل الكتاب؛ لقول الله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ. {المائدة:}، فلك أن تأكلي ما يقدمونه لك من الطعام، إلا اللحم، فلا ننصحك بأكله، لا لحرمة لحومهم في الأصل، وإنما لأنهم في هذا العصر يذبحون بهيمة الأنعام بطريقة لا تحل بها الذبيحة، ولو فعلها مسلم.

فالطريقة الغالبة عندهم -والتي لا يكاد يوجد غيرها إلا في القليل- أنهم يقتلون البقر بضربها بالرصاص في الرأس، ويصعقون الأغنام والدجاج بالكهرباء، ثم ينحرونه، ولا يُعلم هل ماتت البهيمة من الرصاص والكهرباء أم من الذبح.

ومع هذا الشك، فإن البهيمة لا تحل للقاعدة الفقهية: "الأصل في الذبائح التحريم" وانظري الفتوى: 319726.

ويمكنك أن تستغني بالطعام الآخر دون اللحم، ولو فُرِضَ أنه سيحصل لك ضرر بترك أكل ذلك اللحم، فلك أن تأكلي منه للضرورة، فقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ. {الأنعام:119}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني