الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تخدير الدواجن قبل ذبحها

السؤال

أعيش في أستراليا منذ عدة سنوات، وقد أصدر مجلس الأئمة الأسترالي فتوى تحرم أكل الدجاج الذي تم تخديره بخليط الغاز قبل ذبحه؛ لاكتشافهم بعد تجربة على الدجاج المخدر بالغاز في واحدة من المجازر، أن معظم الدجاج يموت قبل الذبح الآلي؛ ولذلك اعتبروه ميتة، بالرغم من أن هذا الدجاج بالفعل يأخذ شهادة الحلال من بعض المؤسسات المحلية التي خرجت بتصريح أنها تراقب عملية الذبح الآلي، وتشرف على كل وردية عامل مسلم، للتأكد من أن الدجاج حي -للأسف بعض المؤسسات التي تحلله كانت عليها شبهات مالية- كما جاء في ردهم على مجلس الأئمة، أن ما جرى في التجربة ليس بالضرورة أن يحدث في جميع المجازر الأخرى؛ لأنهم يستخدمون نسبا مختلفة من الغاز، أو قد تختلف مدة تعرض الدجاج للغاز.
ولكن مجلس الأئمة قد أحلوا أكل الدجاج الذي يصعق بالكهرباء لتخديره قبل الذبح.
ولي عدة أسئلة، أرجو أن يتسع صدركم للإجابة عليها:
1- ما حكم تخدير الدجاج بأي طريقة قبل الذبح، علما بأن الدولة تفرض عملية التخدير على المجازر الآلية، ولا تتوفر هنا مجازر تذبح يدويا من دون تخدير إلا نادرا جدا، أو قد لا تتوفر بالمرة. وهل لو جاء الحكم بالجواز. ما حكم وجود بعض الدجاجات ميتة، والتي يتم إزالتها؟
2- اكتشفت أيضا أنهم يطعمون الدجاج بعض البروتين الحيواني، والذي قد يحتوي على لحم أو مخلفات لحوم الطيور والخنزير للتقوية، ولكن طعامهم الأساسي من الحبوب. فهل يجوز أكل هذا الدجاج؟
3- هل يجوز لنا أكل الدجاج المخدر بخليط الغاز المذكور بعد صدور هذه الفتوى من مجلس الأئمة الأسترالي، ورد الشركات التي أعطتها ختم الحلال وقالوا إنهم يعينون عاملا مسلما لمراقبة الدجاج قبل وأثناء الذبح، وتأكيدهم أنهم يزيلون الدجاج الميت بالغاز حيث إنهم يعرفون الميتة بعدم خروج الدم منها، وبقائه في جسمها. وإذا كان بالفعل عندي بعض من الدجاج المنتج بهذه الطريقة. هل يجوز أكله، أو ما هي الطريقة للتخلص منه؟
4- هل يجوز شراء الأنواع الأخرى من اللحوم كالغنم والبقر من المجزرة التي تبيع هذا الدجاج، خصوصا أنهم يستخدمون نفس الأدوات لتقطيع الفراخ واللحوم؟ وما حكم ما تبقى منها عندي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن يذبح الحيوان دون صعقه بالكهرباء، أو تخديره بالغاز أو غيره.

ويكفي أن يتمّ الذبح بالكيفية الشرعية، مع مراعاة آدابه التي جاء بها الشرع، والتي اشتملت على الإحسان الذي لا مزيد عليه.

وإذا كان الصعق أو التخدير يؤدي إلى موت الحيوان قبل ذبحه؛ فهذا غير جائز، وأكله في هذه الحال حرام؛ لأنه ميتة.

أمّا إذا لم يؤد شيء من ذلك إلى موت الحيوان، وبقيت فيه حياة مستقرة قبل الذبح، فحصل الإزهاق بالذبح الشرعي؛ فالذبيحة حلال.

وقد جاء في قرار مجلس مجمع الفقه الإسلامي، رقم 101/ 3/ د10 بشأن الذبائح:

د- لا يجوز تدويخ الدواجن بالصدمة الكهربائية، لما ثبت بالتجربة من إفضاء ذلك إلى موت نسبة غير قليلة منها قبل التذكية.

هـ - لا يحرم ما ذكي من الحيوانات ‌بعد ‌تدويخه باستعمال مزيج ثاني أكسيد الكربون مع الهواء أو الأوكسجين، أو باستعمال المسدس ذي الرأس الكروي بصورة لا تؤدي إلى موته قبل تذكيته. انتهى.

وعليه؛ فإن كانت الجهات العلمية المذكورة قد أفتت بعدم حل هذه الذبائح؛ فلا يجوز أكلها.

وراجعي الفتوى: 128816

أمّا شراء لحوم الأغنام أو غيرها مما يذبح بطريقة شرعية؛ فهو جائز وإن كان عند محلات الجزارة التي تبيع الدواجن المذبوحة بطريقة غير شرعية.

أمّا إطعام الدجاج البروتين الحيواني؛ فإن كان غير نجس؛ فلا حرج فيه، وراجعي الفتوى: 68048

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني