الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أكل اللحوم في بلاد أهل الكتاب

السؤال

أنا شخص مصاب بالوسوسة، ودائماً أحاول يومياً أن أجاهد نفسي وأتجاهل الوسوسة.
أنا حالياً أدرس في أمريكا، ومشكلتي مع اللحوم والدجاج التي تباع في الأسواق.
أنا حالياً الحمد لله، أشتري اللحوم الحلال من الأسواق العربية، ولكن زملائي الذين يسكنون معي يأكلون اللحوم الأمريكية التي لا تعرف طريقة ذبحها، أو ديانة الشخص الذي ذبحها. بحجة أن أمريكا تعتبر دولة مسيحية.
لقد قرأت عدة فتاوي تقول إن لحوم أهل الكتاب حلال، ونستطيع أن نأكلها، ولكن اللحوم التي يشتريها زملائي لا يعرفون مصدرها.
ولقد قرأت فتوى تقول إن لحوم عبدة الأوثان حرام، وتعتبر ميتة ونجسة، ولا يجب أكلها.
هل هذا الكلام صحيح؟ ما دليله؟ لأني الآن أعيش في حالة رعب، لا أستخدم أدوات الطبخ التي يستخدمها زملائي للطبخ، ولا ألمس أي شيء يلمسونه بعد ملامستهم لهذه اللحوم المجهول مصدرها.
هل ما أفعله صحيح؟
أحيانا أتجاهل هذا الشيء، وأقول: إذا كان السطح الذي لامسته جافا، إذاً النجاسة لا تنتقل.
أرجو منكم الجواب سريعاً؛ لأن حياتي تحولت إلى كابوس. ودائماً أغسل يدي، أو أبدل ملابسي عندما أجلس على كرسي ورأى أن هناك بقايا طعام وقعت عليه بعد أكلهم للطعام، بحكم أني أرى أن هذه اللحوم نجسة. فدائماً أفكر وأقول: ربما هذه اللحوم تم ذبحها عن طريق الصعق.
ولكن كل ذلك شك، ولست متيقنا بشيء.
فكل ما أريد معرفته هل لو افترضنا أن هذه اللحوم حرام، إذاً هل تعتبر نجسة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، واعلم أن علاج الوسوسة ليس في تتبع الفتاوى والبحوث الفقهية، بل علاج الوسوسة هو بالإعراض عنها وتجاهلها، والسعي في علاجها بمراجعة المختصين النفسيين. وانظر الفتوى: 271810.

وأما مسألة اللحوم في بلاد أهل الكتاب: فقد ذهب بعض العلماء إلى إباحة تناولها ما دام لم يُعلم يقينا أنها مذبوحة بطريقة غير شرعية، وانظر الفتوى: 315898.

فينبغي لك العمل بهذا القول؛ لتسكن نفسك وتطمئن، فالموسوس يشرع له الأخذ بالرخص وأخف الأقوال وأيسرها؛ لئلا يزداد به الوسواس.

جاء في تحفة المحتاج، في شرح المنهاج للهيتمي: وفي الخادم عن بعض المحتاطين: الأولى لمن بلي بوسواس الأخذ بالأخف والرخص؛ لئلا يزداد فيخرج عن الشرع. اهـ.

وأما ما عُلم أنه من ذبائح غير أهل الكتاب -من الوثنيين وغيرهم-: فهي محرمة وتعتبر ميتة نجسة، وانظر الفتويين: 281236 - 451222.

وأما ما ذكرته من أوهام مسألة انتقال النجاسة: فهو من آثار الوسوسة، فالأصل في الأشياء هو الطهارة، ولا ينتقل عن هذا إلا ببينة يحلف عليها.

وعموما: فإنه يسعك الأخذ بأيسر الأقوال في مسائل انتقال النجاسة، مراعاة للوسوسة التي تعاني منها.

ونحيلك على تفصيل الكلام في مسائل انتقال النجاسة، وبيان ما للعلماء من رخص، إلى الفتاوى: 45775 - 154941- 116329.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني