السؤال
كنت متهاونة نوعا ما في الدين، ولكن الحمد لله، أنعم الله علي وأصبحت مواظبة على صلاة الفجر، وعلى قراءة القرآن والأذكار، وبدأت في حفظ القرآن. ولكن ما لاحظته أن علاقاتي بعائلتي أصبحت غريبة، وفيها مشاكل كثيرة.
فهل هذا ابتلاء؟
وشكرا.
كنت متهاونة نوعا ما في الدين، ولكن الحمد لله، أنعم الله علي وأصبحت مواظبة على صلاة الفجر، وعلى قراءة القرآن والأذكار، وبدأت في حفظ القرآن. ولكن ما لاحظته أن علاقاتي بعائلتي أصبحت غريبة، وفيها مشاكل كثيرة.
فهل هذا ابتلاء؟
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتوفيق للتوبة إلى الله، والحرص على طاعته؛ نعمة من أجل النعم؛ فاحمدي الله تعالى، واشكريه قلبا ولسانا وعملا.
ولا ريب في كون الدنيا دار اختبار وابتلاء بالسراء والضراء، قال تعالى: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون {الأنبياء:35}.
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: أي: نختبركم بالمصائب تارة، وبالنعم أخرى، لننظر من يشكر ومن يكفر، ومن يصبر ومن يقنط. انتهى.
وقال تعالى: وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا {الفرقان:20}.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: أي جعلت بعضكم بلاء لبعض؛ لتصبروا على ما تسمعون منهم، وترون من خلافهم. انتهى من تفسير البغوي.
وفي الأدب المفرد عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم.
فمعاشرة الناس بالأخلاق الحسنة؛ من أفضل العبادات، وأعظمها أجرا.
ففي الأدب المفرد عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق.
وفي سنن أبي داود عن أبي الدرداء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ما من شيء أثقل في الميزان، من حسن الخلق.
وفيه عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه، درجة الصائم القائم.
وإذا كان حسن الخلق مطلوبا مع الناس عموما؛ فأولى الناس بذلك الوالدان والأقارب؛ فهؤلاء لهم حق في البر والصلة؛ فيتعين الصبر عليهم والإحسان إليهم.
فاستعيني بالله تعالى، واجتهدي في بر والديك وصلة رحمك، وقابلي السيئة بالحسنة، وتجاوزي عن الهفوات، واحتسبي الأجر من الله.
والله أعلم.