المعاصي تحرم المرء الخير، وتوقعه في الشر

0 256

السؤال

كل ما سأحكيه لك يا فضيلة الشيخ صحيح فأنا من صغري وأنا أحس أنا إنسان غير أي إنسان فقد كان عقلي أكبر بكثير من سني حتى إني كنت أفرق بين العورة وغيرها وقد كان لدي شهوة زائدة تجاه النساء حتى ابنة خالي البالغة من العمر 9 سنوات رأيت عورتها وكنت أتحسسها بيدي لم أكن أعرف لماذا ولكنه كان شعور داخلي كل هذا وأنا أخاف أن أنام لوحدي في حجرة أو أطفئ النور وقد كنت أرى في الحلم كأن كلبا أسود يجري ورائي وحينما أستيقظ أراه كأنه يحاول أن يعقرني فأجري منه وحينما يستيقظ أبي أرى الكلب يختفي والله هذا كله حصل حتى أصبحت في أولى ثانوي وبدأت أن أبتعد عن الشهوات وصرت أنام لوحدي وأصبحت والله أجاهد نفسي ضد الشيطان ولطالما أغراني وأصبحت في السنة الثانية كلية وبدأ طريق الإنترنت معي ومشاهدة المواقع الإباحية وأصبحت أفعل العادة السرية أتركها أوقات وأفعلها أوقات وما زلت أجاهد والله نفسي في تركها وقد رسبت في العام الماضي ولكن كان تقديري بعد الامتحان جيد جدا وأنا الآن أذاكر وأحس بأن الله غضبان علي وأن ما أذاكره ليس فيه بركة وأحس بأنه لا توبة لي مهما فعلت علما بأن زملائي كانوا يذاكرون أقل مني ومع ذلك كان تقديرهم أكبر مني والله يا فضيلة الشيخ إني لأحس بندم شديد علي ما فعلته وأخاف ألا يوفقني الله في هذه السنة فصرت محطما أهيم في الدنيا كالحيوان فأفتني أيها الشيخ الفاضل فيما كنت أراه في المنام أهو عذاب من الله وهل تنفع لي توبة علي ما فعلت علما بأن ما فعلته من هتك الأعراض كان قبل بلوغي استحلفك بالله يا شيخي الفاضل أن تقرأ رسالتي كلها وتفتيني فيها حتى تطمئن نفسي تجاه الله سبحانه وتعالى

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المرء يتقلب بين الطاعة والمعصية تبعا لزيادة إيمانه ونقصانه، والواجب على المرء أن يرعى إيمانه، إذ برعايته تتم له الحياة، وتنجو من الذبول أو النقصان، وقد علمنا من شرع الله تعالى أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فعلى المرء أن يحافظ على ما فرض الله عليه، وأن يجتنب ما حرم عليه ليحفظ هذا الإيمان ويقويه، وليعلم الأخ السائل أن المعصية تحرم المرء الخير، وتوقعه في الشر، قال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط.

وقد فتح الله تعالى لعباده أبواب التوبة إذا أخطأوا، وجعل التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ونهى عن اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.

ولمعرفة شروط التوبة، راجع الفتوى رقم: 5450.

وعلى الأخ السائل أن يجتهد في مذاكرته، ويتوكل على الله تعالى ويؤمن بقدره، فالأمور كلها بيده، ولعل التوبة من هذا الذنب تكون سببا في تغيير مسار حياتك إلى الأحسن والأفضل، ولمعرفة حكم العادة السرية وخطرها وعلاجها، راجع الفتوى رقم: 7170، وعليك أن تداوم على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وآداب قضاء الحاجة لتحصن نفسك من الشيطان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات