السؤال
والدي يتهمني بالتقصير ويسيء إلي لفظيا أمام زوجي، رغم أنني أدير أموره وأمور المنزل من قبل زواجي بدلا من أمي، لأنه يهينها، ويؤذيها جسديا ولفظيا، ويتهمني بالتقصير رغم أنني أوفر له مطالبه الأساسية من الطعام وغيره، لكن الطعام يتعفن ويرمى، ومع ذلك يقول بأنني أتركه يتضور جوعا، ويشتكيني عند باقي إخوتي الذين لا يشاركونني في رعايته، أو في الصرف على المنزل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على البر بوالدك، ونسأله سبحانه أن يكسبك رضاه عنك، وأن يرزقه الرشد والصواب، ونوصيك بكثرة الدعاء له عسى الله أن يجعل دعوة صالحة منك سببا لصلاح حاله، وربنا قريب مجيب، أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.
وراجعي الفتوى: 119608، ففيها بيان آداب الدعاء، وشروطه، وأسباب إجابته.
والزمي الصبر، فإن عاقبة الصبر خير، فهو من أسباب تكفير السيئات، ورفعة الدرجات، وتفريج الكروب، وللمزيد عن فضائله انظري الفتوى: 18103.
وعليك بالاستمرار في بره وإن أساء إليك، فحق الوالد البر به وإن أساء، هذا مع الحذر من العقوق ولو بعبوس الوجه وإظهار الضجر، ويمكنك مطالعة الفتوى: 299887.
وينبغي أن ينصح، ويذكر بالله، ويبين له خطأ هذه التصرفات، والأولى الاستعانة في ذلك بخيار الناس وفضلائهم ممن لهم مكانة عنده ويرجى أن يستجيب لنصحهم.
واحرصي على التفاهم مع إخوتك، وتذكيرهم بأن الوالد إذا كان بحاجة للنفقة، أو الرعاية أن ذلك واجب على جميع أولاده، كل حسب قدرته، ويساره، وأن ذلك لا يلزمك دونهم، ووسطي أهل الخير إن اقتضى الأمر ذلك، كما قرره الفقهاء، وسبق بيانه في الفتويين: 127286، 414157.
والله أعلم.