السؤال
بعض الأعمال قد تألفها النفس، وتحبها، وتشتاق إليها. فهل فعل هذه الأعمال من هذا الوجه ينافي الإخلاص؟ وهل يعتبر فعله فعلا لمجرد الشهوة والهوى، وليس لله تعالى؟
بعض الأعمال قد تألفها النفس، وتحبها، وتشتاق إليها. فهل فعل هذه الأعمال من هذا الوجه ينافي الإخلاص؟ وهل يعتبر فعله فعلا لمجرد الشهوة والهوى، وليس لله تعالى؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن محبة الطاعات، والأنس بها، والشوق إليها؛ مؤشر خير، ولا ينافي الإخلاص، فإذا أحببت طاعة ما، ووجدت في نفسك إقبالا عليها؛ فامض في طريقك، وأكثر منها، فلعلها تكون بابا لك للفوز بالجنة.
ونوصيك بكثرة مطالعة كتب الترغيب والترهيب، حتى تزداد حبا للطاعات، ونفورا من المعاصي، وأن تسأل الله تعالى أن يرزقك حب الطاعات، والعون عليها، وقد سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه أن يرزقه محبة الطاعات، وأخبرنا عن حبه للصلاة، وأنها قرة عينه، فقد ثبت عن معاذ بن جبل قال: احتبس عنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعا، فثوب بالصلاة، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتجوز في صلاته، فلما سلم دعا بصوته، فقال لنا على مصافكم كما أنتم، ثم انفتل إلينا، ثم قال: أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أدري رب، قالها ثلاثا، قال فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء، وعرفت، فقال يا محمد، قلت لبيك رب، قال فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت في الكفارات، قال ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء حين الكريهات، قال ثم فيم؟ قلت: في الدرجات، قال: وما هن؟ إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة والناس نيام، ثم قال: سل، قل اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي، وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم، فتوفني غير مفتون، أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنها حق فادرسوها، ثم تعلموها. رواه أحمد، والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح، وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: حبب إلي من دنياكم: النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة. رواه النسائي وغيره، وصححه الألباني.
والله أعلم.