السؤال
أذنبت ذنوبا عظيمة في الماضي، ولكن الحمد لله، من الله علي وتبت منها، وحفظت أجزاء من القرآن. ولكني أسكن في منزل وحدي، وأحيانا تغلبني شهوتي، وأضعف أمام الشيطان. أشعر بقسوة في القلب، وندم بعد فعل هذا الذنب. فهل أنا منافق؟
أحيانا أقول: هل سيغفر لي الله -عز وجل- الكبائر التي فعلتها؟
الناس يشهدون لي بحسن الخلق، ولكني عندما أفعل هذا الذنب أحتقر نفسي، وأذكر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
ماذا أفعل؟ انتهكت محارم الله، ولكني نادم. ما الحل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلست بحمد الله منافقا ما دامت حسنتك تسرك، وسيئتك تسوؤك، بل أنت ممن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، عسى الله أن يتوب عليهم.
وما دمت نادما على ذنبك؛ فالندم توبة، والتائب من الذنب، كمن لا ذنب له. كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فأحسن ظنك بالله -تعالى- وثق بواسع كرمه وجوده وعفوه، وذنوبك التي تبت منها سيقبل الله توبتك منها بفضله، ويمحوها عنك، فمن تاب؛ تاب الله عليه.
والصحيح -وهو مذهب الجمهور- أن التوبة من الذنب تصح، ولو مع الإصرار على غيره.
وما يغلبك من الذنوب، فتداركه بالتوبة النصوح، فكلما وقع منك الذنب بادرإلى التوبة والاستغفار، ولا تيأس من تكرار التوبة، وإن تكرر الذنب منك ألف مرة، فإن ربك هو العفو الغفور، قال جل اسمه: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات {الشورى: 25} . وقال: وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون {النور: 31} .
وأكثر من الحسنات الماحيات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وابتعد عن أسباب مواقعة ذلك الذنب. والزم ذكر الله، ودعاءه بأن يلهمك رشدك، ويوفقك للتوبة النصوح.
والله أعلم.