السؤال
ظلمني أبي، وأنا لم أفعل شيئا، وقال لي: لن أسامحك في الآخرة، يعني أنه غير راض عني. ثم لم يقبل اعتذاري، رغم أنني لم أظلمه.
هل لن أدخل الجنة لأنه لم يرض عني، رغم أنني لم أظلمه؟
ظلمني أبي، وأنا لم أفعل شيئا، وقال لي: لن أسامحك في الآخرة، يعني أنه غير راض عني. ثم لم يقبل اعتذاري، رغم أنني لم أظلمه.
هل لن أدخل الجنة لأنه لم يرض عني، رغم أنني لم أظلمه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أن الأصل في الوالد الشفقة على الولد، وأنه إنما يريد الخير لولده.
فإذا ذكر أنه لن يسامحك، فالغالب أن يكون بسبب أمر يقتضي ذلك ويبرره، فلا تعجل، بل تحر، وابحث عما حمل والدك على الغضب عليك.
ففي سخط الوالد، سخط الله -سبحانه- كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
فلعلك قد صدر عنك ما آذاه، ويترتب على ذلك العقوق، فالعقوق يحصل باليسير من الأذى.
قال بدر الدين العيني: وقال الشيخ تقي الدين السبكي: إن ضابط العقوق إيذاؤهما بأي نوع كان من أنواع الأذى، قل أو كثر، نهيا عنه أو لم ينهيا، أو يخالفهما فيما يأمران أو ينهيان بشرط انتفاء المعصية في الكل. انتهى.
وعلى كل؛ فإننا ننصحك بأن تلتمس سبب غضب أبيك، وأن تداريه وتتلطف به، لتعرف سبب غضبه عليك.
فإن تبين لك أنك قد وقع منك تقصير تجاهه، فاستسمحه، وإن تبين لك أنك لم تقصر في حقه، فاطلب رضاه، واستعن عليه بالله -عز وجل- ثم بمن لهم وجاهة عنده.
ونختم بالقول بأنه إن لم يكن ظلم منك لأبيك، فنرجو ألا يضرك عدم رضاه عنك، ولكن على كل حال فعليك أن تجتهد في سبيل كسب رضاه، كما أسلفنا.
والله أعلم.