السؤال
أبي يعمل لدى جدي في محل للمواد الغذائية، وأنا لا أريد العمل معه، لأنه لا يعطيني أجرة، وأنا شاب، وأعمامي - إخوان أبي- قد سافروا إلى ألمانيا، وتركوا أبي هو المستلم للمحل، وأنا لا أريد العمل معه -كما أخبرتكم- لأنه لا يعطيني أجرة، مع العلم أنني لا أجد عملا غيره، ولكن أعمامي يتكلمون عني بسوء، وأنا لم أعمل لهم أي شيء، ويغلطون علي - وقد أطلت عليكم- فهل أعتبر عاقا إذا لم أعمل مع أبي في محل جدي وهذا الأمر قد كرهته- فمثلا: إذا عملت خيرا مدحوني، وإذا رفضت لهم شيئا تكلموا عني بسوء، وأحيانا يغلطون على أمي؟ وما حكم رفضي للعمل مع أبي؟ وأسأل الله أن يوفقني ويوفقكم للخير.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزمك شرعا العمل في هذا المحل مع أبيك، وإن أمرك بالعمل فيه، فلا يلزمك طاعته، إن كان يلحقك بالعمل فيه ضرر، لكونك تعمل بدون أجر مثلا، ولا تكون عاقا بامتناعك.
قال القرافي في أنوار البروق: وإن كان المقصود منه دفع حاجات نفسه، أو أهله، بحيث لو تركه تأذى بتركه، كان له مخالفتهما، لقوله عليه السلام: لا ضرر ولا ضرار ـ وكما نمنعه من إذايتهما، نمنعهما من إذايته... انتهى.
فوصيتنا لك أن تحاول التفاهم مع أبيك، لتبين له حاجتك للمال، وأن يجعل لك أجرة مقابل هذا العمل، فتجمع بذلك بين المصلحتين، وإن كان أعمامك يتكلمون عنك بسوء، فهم مسيئون بذلك، فاعمل على بذل النصح لهم برفق، فالعم بمنزلة الأب، ويمكنك أن تستعين في ذلك ببعض المقربين إليهم، ليوجهوهم، ويذكروهم بخطورة أذى المسلم، والكلام في عرضه، أو بما يؤذيه، حتى يكون أمرك معهم على أحسن حال، فبينكم رحم حقها أن توصل، وينبغي أن ينصحوا أيضا إن كانوا يخطئون في حق أمك.
والله أعلم.