لِيحْمِلْكَ حياؤك من الله على ترك المعصية، لا على ترك العمرة

0 29

السؤال

أنا شاب في بداية العشرين من عمري، وبعد سنوات من ارتكاب المعاصي، وترك للصلاة، هداني الله بنوره إلى طريقه المستقيم، وفتح علي أبواب الرزق، إذ من علي بالعلم، ومنحني منحة دراسية في الابتعاث خارج الوطن -والحمد لله- إلا أنني بكل خجل لا زلت على علاقة بفتاة من وطني لم أر منها إلا الخير، وهي كذلك، وإن شاء الله عازم على أن أتقدم لها بعد التخرج بعد سنة. فأسألكم أن تدعوا لي بالهداية، والتوفيق، وأستغفر الله من هذا الذنب الذي أقترفه، ولا أتحجج بالظروف.
وسؤالي هو: لاحظت عائلتي التزامي بالصلاة، والصيام في الآونة الأخيرة، واجتمعوا على أن يرسلوني لأداء عمرة، إلا أنني في قرارة نفسي أشعر بالخجل أن أذهب إلى بيت الله الحرام ولا زلت أفعل ما حرم الله من كلام، ومواعدة لهذه الفتاة -وأستغفرالله من هذا- فلا أستطيع أن أقطع علاقتي بها؛ لأنني اقتربت من التقدم لها.
فهل يتقبل الله مني العمرة ولا يزال في قلبي شيء مما حرم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي تاب عليك، ومن عليك بالهداية، والتوفيق لطاعته، وهذه نعمة عظيمة توجب الشكر لله تعالى.

ومن شكر هذه النعمة؛ أن تخلص في توبتك، وتجتهد في طاعة ربك، وتجتنب معصيته، ومن ذلك أن تجتنب العلاقات غير المشروعة بالأجنبيات.

وإذا كنت تريد الزواج من الفتاة المذكورة، وكنت قادرا على ذلك؛ فبادر بخطبتها، والعقد عليها، وإلا فاقطع علاقتك بها حتى تتمكن من الزواج بها، أو انصرف عن التعلق بها، واشغل نفسك بما ينفعك حتى تقدر على الزواج. وراجع الفتوى: 430774
ولا يسوغ أن تتوانى عن الذهاب إلى العمرة؛ بحجة أنك خجل من ربك بسبب الذنب الذي تقع فيه؛ فهذه من حيل الشيطان، ومكائده، ليصدك عن الخير، فالصواب أن الحياء من الله يحملك على اجتناب المعصية، والمسارعة إلى الطاعة، والعبادة.

ووقوع العبد في بعض الذنوب، لا يمنع قبول أعماله الصالحة، وراجع الفتوى: 35296.

فبادر العمرة، وجاهد نفسك، واستعن بالله تعالى، وأكثر من ذكره، ودعائه، فإنه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات