السؤال
أسكن بمنطقة قريبة من مسكن أهلي. أذهب لزيارة أمي مرة في الأسبوع. ذات مرة طلبت مني أمي مرافقتها لتعزية أحد أقاربها، لكني رفضت، وقلت لها بطريقة مؤدبة إني لا أرغب في ذلك؛ لجهلي بأهل المتوفى، ورغبتي في البقاء في منزلنا رفقة صغاري. لكنها غضبت غضبا شديدا، وعاملتني بعد ذلك ببرود شديد.
فهل أنا مقصرة في حق أمي إذا رفضت يوما الذهاب معها إلى ما ترغب؟ وهل هي مقصرة في حقي إذا تمادت في الغضب رغم محاولتي إرضاءها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعتذارك لأمك بأدب عن مرافقتها للعزاء؛ لا حرج فيه؛ لكن إذا كانت أمك لم تقبل عذرك، وغضبت غضبا شديدا؛ فقد كان الواجب عليك طاعتها.
فالظاهر من سؤالك أنه لا ضرر عليك في مرافقتها للعزاء، وأن لأمك غرضا مقبولا في ذلك؛ فتجب عليك طاعتها، ولو كانت عليك مشقة محتملة.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية .... .. وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب، وإلا فلا. انتهى مختصرا من الفتاوى الكبرى.
وراجعي الفتوى: 299953
فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، واستسماح أمك واسترضاؤها، والحرص على برها والإحسان إليها؛ فحق الأم على ولدها عظيم، وبرها وطاعتها في المعروف من أوكد الواجبات، ومن أفضل الطاعات.
وينبغي على أمك قبول اعتذارك، والعفو عما حصل منك من تقصير. وانظري الفتوى: 317713
وإذا تبت إلى الله واستسمحت أمك وداومت على برها والإحسان إليها؛ فبذلك تكونين قد فعلت ما يجب عليك نحوها.
والله أعلم.