ترك الوظيفة تدينا وعمل في التجارة فابتلي بالخسارة

0 319

السؤال

أخوكم يحبكم في الله، أنا ولله الحمد شاب التزمت سنة واحد وتسعين وفي سنة خمس وتسعين تركت وظيفتي من أجل شبهة شرعية ، واتجهت إلى التجارة ولكن خسرت فيها خسارة كبيرة، وبعد ضغوط أصحاب الديون خرجت لأخ لي في السودان، وأنا الآن موجود في السودان بعيدا عن أطفالي وأسرتي، وأطلب منكم أولا أن تنصحوني كيف أعرف، هل أنا في عقوبة أم ابتلاء من الله، وأن تعينوني معنويا وماديا إن استطعتم وأنا الآن موجود في السودان، وهاتفي: 00249912242335، وأنا نسيت أن أذكركم بجنسيتي ليبي وعندي جميع الYثباتات لهذه الديون؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نسأل الله أن يفرج كربك، وأحبك الله الذي أحببتنا فيه، وننصحك بالاستعانة بالله مجيب دعوة المضطرين، وفارج كربة المكروبين، وعليك بالدعاء بعد الصلاة وآخر الليل، قال الله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين  [البقرة:45]، وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: هل من داع فأستجيب له.

وعليك بالأدعية المأثورة في قضاء الدين، ففي الحديث عن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عنك، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الحاكم، وحسنه الأرناؤوط والألباني.

وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر. 

 وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك. رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد كما قال المنذري، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب. 

وأما معرفة سبب الابتلاء فإن الله أعلم به، وأهم ما تجب العناية به هنا هو أن تحافظ على دينك واستقامتك، فإن تقوى الله سبب لتفريج الكروب وتيسير الأمور، قال الله تعالى: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا [الطلاق:4]، وقال الله تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب [الطلاق:2-3]، ولمعرفة بعض أسباب الابتلاء وعلاجه، راجع الفتوى رقم: 18306، والفتوى رقم: 22853، والفتوى رقم: 18721، والفتوى رقم: 27048.

والله أعلم.


 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات