هل يمكن لمن أسرف على نفسه وتاب أن يكون وليا لله؟

0 47

السؤال

أنا شاب عمري 20 عاما، أسرفت على نفسي في كبائر الذنوب. وقد تبت إلى الله -عز وجل- ولكن عندما أتذكر ذنوبي أقول لنفسي: كيف يغفر الله لك كل هذه الذنوب؟! وأحيانا أترك الطاعة مثل قراءة القرآن أو صلاة النافلة، وأقول: ألا تذكر ما فعلت في الماضي؟ وأعيش كل يوم في اكتئاب خصوصا أنني كنت ملتزما قبل الانتكاسة، وكنت أحفظ بعض القرآن، فأقول: لن يقبلك الله بعد أن كنت ملتزما ووقعت في الحرام. فكيف أتخلص من هذا الشعور؟
وهل يمكن أن أحفظ القرآن وأكون من أولياء الله بعد هذه التوبة وهل يتقبل الله مني؟
وهل أكون في هذا العمر شابا نشأ في طاعة الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:                    

ففي البداية نهنئك على توبتك، ونسأل الله أن يتقبلها، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها، وما بطن، وأن يوفقك لكل خير.

وبالرغم مما قد وقعت فيه من الكبائر، والموبقات فإن الله -تعالى- يقبل توبة التائبين مهما كانت ذنوبهم، بل ويفرح بها، فقد قال تعالى: قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر: 53}​​​​​​.

فتب إلى الله تعالى بصدق، واحذر من اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى. 

وراجع شروط التوبة في الفتوى: 5450

وما تشعر به من كون أعمالك الصالحة لا يقبلها الله تعالى، ولا فائدة منها؛ فإن هذا الشعور من الشيطان ليحرمك من الطاعات، فتخلص من هذه الشعور، ولا تلتفت إليه، وأكثر من الطاعات إضافة إلى التوبة الصادقة لعلك تكون من الذين قال الله تعالى فيهم: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان: 70}. 

أما ولاية الله تعالى فإنها تنال بالإيمان، والعمل الصالح، فإن الولي هو من كان مؤمنا تقيا، قال الله تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون {يونس:62-63}.

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، كما فسرهم ربهم، فكل من كان تقيا كان لله وليا: أنه {لا خوف عليهم} [أي]  فيما يستقبلون من أهوال القيامة، {ولا هم يحزنون} على ما وراءهم في الدنيا. اهـ.

وبخصوص كيفية حفظ القرآن؛ راجع الفتويين: 3913

0.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات