السؤال
أريد معرفة العلامات التي تدل على الطرد من رحمة الله، أو أنني ملعونة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننصحك بمطالعة كتب الترغيب والترهيب، والنظر في أسباب اللعن، واحرصي كذلك على البحث عن أسباب رحمة الله لعباده، والعمل بتلك الأسباب التي تنال بها الرحمة، وتجنبي أسباب اللعنة.
واعلمي أن من أخطر أسباب اللعنة: الكفر، والنفاق، والظلم، والقذف، والقتل العمد، وقطع الرحم، وكتم العلم، فقد قال الله -تعالى-: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون {البقرة: 159}، وقال الله -تعالى-: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما {النساء: 93}، وقال الله -تعالى-: وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم {التوبة: 68}، وقال الله -تعالى-: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين {هود: 18}، وقال الله -تعالى-: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم {النور: 23}، وقال الله -تعالى-: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا {الأحزاب: 57}، وقال الله تعالى: إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا {الأحزاب: 64}، وقال الله -تعالى-: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم {محمد: 22 - 23}، وقال الله -تعالى-: ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا {الفتح: 6}.
ومن أمثلة أحاديث اللعنة ما في صحيح البخاري: لعن الله الواصلة، والمستوصلة، والواشمة، والمستوشمة. وما في صحيح مسلم: لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من غير منار الأرض.
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.
وفي صحيح مسلم عن جابر، قال: لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء.
والله أعلم.