السؤال
أنا طالب تخرجت منذ سنة في الجامعة، ومن أولوياتي -حاليا- أن أجد عملا جيدا، حتى أتزوج، أرغب في الزواج منذ أن كنت أدرس في الجامعة، لكن أعاني من الظروف الصعبة التي يعاني منها كثير من شباب اليوم ممن يرغبون في الزواج. الله المستعان. ظروف عائلتي المادية جيدة جدا، ومستقرة -ولله الحمد-، ولكن القانون في عائلتي بشكل عام هو أن أعتمد على نفسي بعد التخرج، حتى إن تسبب ذلك في تأخري في الزواج.
لم أستطع العمل باختصاصي، فعملت في عدة أعمال حرة بعد تخرجي بالمهارات الأخرى التي لدي -ولله الحمد-، وكنت أحاول قدر الإمكان أن أوفر قدرا من تكاليف الزواج، في الحقيقة بشكل عام لم تكن الأعمال مستقرة، وبالكاد كنت أستطيع توفير المال. بعد فترة جمعت مبلغا قليلا، ثم عرض علي باب من أبواب الخير، فتبرعت بكل ما لدي من مال -تقريبا- في هذا الباب، راجيا الأجر، والعوض من الله -عز وجل-، شاء الله، وقدر بعد أن تبرعت بما لدي، قل العمل بشكل ملحوظ، وأصبحت الأوضاع المادية أصعب، حتى إنني اضطررت لأن أستدين مبلغا من المال للسفر إلى دولة أخرى بحثا عن العمل، وعليه لم أستطع حتى أن أخطب الفتاة التي أرجو الله أن تكون قرة عين لي. بعد أن وضحت وضعي في هذه المقدمة، سأحاول صياغة السؤال بشكل واضح: نعلم من السيرة بأن أبا بكر -رضي الله عنه- تبرع بكل ماله، وعمر -رضي الله عنه- بنصف ماله، وعثمان -رضي الله عنه- جهز جيش العسرة، وأنا فعلت ذلك تأسيا بهم -رضوان الله عليهم-، بالتأكيد لست معترضا على قضاء الله، وقدره، وعلى وضعي الحالي، ولا مانع لدي من تكرار التبرع بما لدي مرة أخرى، ولكني لا أعلم، كيف سأجمع تكاليف الزواج في هذه الحالة، ولا أعلم، إن كان فعلي هذا صحيحا. فهل يستطيع الإنسان أن يوازن في مثل هذه الأمور؟ ماذا أفعل، إذا تعرضت لهذا الموقف في المستقبل؟ أنا الآن المسؤوليات لدي قليلة، لكن ماذا في المستقبل عندما أتزوج -إن شاء الله-، وأصبح أنا المسؤول عن زوجتي؟ هل من الصحيح أن أتبرع بكل ما لدي، أو بمبلغ كبير مما أملك؟
بارك الله فيكم.