السؤال
ما الفرق بين الاستغفار، وقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؟ وما هو الأقرب لتفريج الكرب، لأنني في كرب كبير، لا أستطيع النوم إلا بالدواء، وعلي ديون، وعندي رغبات يجب أن أفعلها، ولكن ضاقت علي... والناس يتكلمون علي بالشر، وأنا لم أفعل لهم أي شيء، والله شهيد على ما أقول؟ وبماذا تنصحوني؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل أن يفرج كربك، وأن يقضي دينك، وأن يجعل لك بعد العسر يسرا، وأن يجنبك كل مكروه، واعلم أن دعوة ذي النون متضمنة الاستغفار، وهي قوله: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين- وقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين- فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط، إلا استجاب الله له. رواه الترمذي، وغيره.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وقال النبي في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره: دعوة أخي ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين {الأنبياء: 87} ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربته، سماها: دعوة- لأنها تتضمن نوعي الدعاء، فقوله: لا إله إلا أنت- اعتراف بتوحيد الإلهية، وتوحيد الإلهية يتضمن أحد نوعي الدعاء، فإن الإله هو المستحق لأن يدعى دعاء عبادة، ودعاء مسألة، وهو الله لا إله إلا هو، وقوله: إني كنت من الظالمين {الأنبياء: 87} اعتراف بالذنب، وهو يتضمن طلب المغفرة. اهـ.
فننصح السائل بالإكثار منها، وسيفرج الله تعالى همومه، وينفس كروبه، كما ننصحه بالاجتهاد في طاعة الله تعالى، ولا يشغل نفسه، ويتعب تفكيره بما يقوله الناس، وإن قال الناس فعلا فيه قول سوء، فعليه بالصبر على ما يلقى من كلام الناس، أو ظنونهم السيئة.
والله أعلم.