السؤال
أنا امرأة متزوجة محبوبة بين أهل زوجي؛ لطيبتي وتربيتي. كنت على علاقة بزوج أخت زوجي، والحمد لله أن العلاقة لم تتعد الهاتف والصور. أي أنه لم يختل بي.
لكن علم أولاده وأخت زوجي، لكنهم ستروني، ولم يخبرو أختهم، أو زوجي على أن أتوب، وتكون آخر مرة.
وفعلا تبت توبة نصوحا، وتحسست صدقها في حياتي، لكن تأنيب الضمير يمزقني كل يوم، واقترب من جلد الذات، حتى أني فكرت في الانتحار.
فهل يمكن أن يغفر الله ذنبي، وينسيهم فعلتي الشنعاء، وتعود مكانتي عندهم كما كانت، ويسترني الله من الفضيحة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بالتوبة مما كان بينك وبين زوج أخت زوجك من علاقة محرمة، ونسأل الله سبحانه أن يقبل توبتك، ويغفر ذنبك، ويحفظك، ويحفظ لك دينك.
ونوصيك بإحسان الظن بربك، فمن تاب؛ تاب الله عليه، وهو القائل: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى {طه: 82}.
وروى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فإن العبد إذا اعترف بذنبه، ثم تاب تاب الله عليه.
ونوصيك أيضا بالإكثار من الدعاء، وسؤاله الستر، وعدم الفضيحة، ومن أنسب الأدعية لهذا المقام ما تضمنت سؤال الله تعالى العافية، وقد ذكرنا جملة منها في الفتوى: 221788
وراجعي للمزيد الفتوى: 119608ففيها بيان بعض آداب الدعاء، وشروطه، وأسباب إجابته.
وعليك الحذر من أن يوقعك الشيطان في اليأس من روح الله، والقنوط من رحمته، فإن ذلك أمر خطير ينكد به حياتك، ويدفعك به إلى ما فيه الشقاء الأعظم؛ فالانتحار ليس بدواء، ولكنه داء، لا تفكر فيه المؤمنة مجرد تفكير فضلا عن أن تقدم عليه بالفعل، وانظري الفتوى: 10397
والله أعلم.