السؤال
الحمد لله، والداي ما زالا على قيد الحياة، وأحمد الله على ذلك، وأحرص دائما على برهما. كنت أعيش في بيت العائلة، ولكن مع كثرة المشاكل، قررت أن أترك بيت العائلة وأنقل حياتي خارجه. بفضل الله، قمت بتيسير سفر والدي لأداء العمرة. وقبل السعي في ذلك، طلبت من إخوتي الأربعة المشاركة في تكاليف السفر، لكنهم رفضوا جميعا، بل وحاولوا بشدة إفشال الفكرة. ومع ذلك، الحمد لله، تمت العمرة بنجاح.
المؤلم في الأمر أن والدي غالبا ما يميلان في المعاملة إلى إخوتي الآخرين، لدرجة أنهما أنكرا أنني من قمت بتسفيرهما للعمرة، ونسبا الفضل لإخوتي. تكررت مواقف عديدة بيني وبينهم، ودائما ما تقف والدتي في صف باقي إخوتي، بغض النظر عن الحق، مما أثر على نفسيتي بشكل كبير.
وأنا أحرص على زيارتهم بانتظام، بالرغم من سوء معاملتهم لي. هذا بالإضافة إلى أن إخوتي يتعمدون إفساد العلاقة بيني وبين والدي، ويصبون الزيت على النار، مما يزيد من حدة الخلافات. بل إنهم يسعون جاهدين لجعل والدي يدعوان علي بكل شر، وعدم محبتي، مما يجعل الوضع أشد صعوبة بالنسبة لي.
لقد عانيت من مواقف عديدة مؤلمة مع والدي وإخوتي، وكل موقف أسوأ من الذي قبله. ورغم كل شيء، أحاول المحافظة على صلة الرحم، لكني أصبحت أشعر أنني على وشك الانهيار. فما حكم الدين في قيام الوالدين بالتفرقة بين الأبناء في المعاملة؟ وما حكم الدين في تصرف الإخوة الذين يسعون إلى إفساد العلاقة بيني وبين والدي، وزيادة الشقاق؟ وماذا يمكنني أن أفعل في ظل هذه الظروف الصعبة؟ فأنا بشر ولي كرامة، ومع ذلك أحاول جاهدا ألا أقطع صلتي بوالدي.