مسؤولية رعاية الأم المريضة، وقرار الطبيب في كيفية علاجها

0 4

السؤال

أمي تبلغ من العمر 84 عاما، تعاني من مرض الزهايمر منذ 8 سنوات. لا تتحرك ولا تتكلم، وقد دخلت العناية المركزة بسبب هبوط نسبة الصوديوم، وضعف ضربات القلب. ظلت في العناية المركزة لمدة شهر وأسبوع على جهاز التنفس الصناعي. تم إجراء عدة محاولات لفصلها عن الجهاز، لكن الأمر كان صعبا.
الآن، يوصي الأطباء بإجراء شق حنجري، وقد أبلغونا أن هذا الإجراء يتطلب رعاية تمريضية مستمرة، ونحن لا نملك القدرة المالية لتأمين التمريض على مدار الساعة، واقترحوا أن نتدرب فترة لنتمكن من رعايتها بأنفسنا. ولكن ذلك يتطلب وجود أحدنا معها طوال الوقت (24 ساعة).
نحن ثلاثة إخوة: ابن وبنتان. أنا مسافرة، وزوج الأخت يرفض أن تتم رعاية أمي في بيته، وزوجة الأخ ترى أن البنت أولى بخدمتها.
فهل إذا رفضنا إجراء الشق الحنجري، وطلبنا محاولة أخرى لفصلها عن الجهاز، وحصل أمر الله، نكون مسؤولين عن وفاتها؟ وبماذا تنصحونا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى الكريم أن يشفي أمكم شفاء تاما لا يغادر سقما، وأن يجمع لها بين الأجر والعافية.

ونوصيكم بكثرة الدعاء لها، فالرب -تعالى-، هو مجيب دعوة المضطر، وكاشف الضر، فقد قال في محكم كتابه: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون [النمل: 62].

ورعاية هذه الأم واجبة على جميع أولادها، الذكور منهم والإناث؛ فقد ذكر أهل العلم أنه إذا احتاج الوالدان للرعاية، فإن ذلك واجب على جميع الأبناء، كل بحسبه، وقد نقلنا كلامهم في الفتوى: 127286.

وعلى المرأة المتزوجة أن تسدد وتقارب، بحيث تساهم -قدر الإمكان- في أمر رعاية أمها، من غير تفريط في حق زوجها، وهناك مزيد تفصيل في هذا الجانب، يمكن مطالعته في الفتوى: 409927.

ولا حرج في المطالبة باستخدام طريقة أخرى، إن كانت هذه الطريقة يرجى أن تتحقق بها المصلحة، ولا يخشى عليها منها ضرر، والمرجع في هذا للأطباء، فإذا اتخذتم قرارا مبنيا على مشورة طبية، فلا شيء عليكم -إن شاء الله- إن قدر أن حدثت الوفاة. نسأل الله لها السلامة والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة