السؤال
أنا شاب لدي تجارة ناجحة والحمد لله وأجتهد في أداء واجباتي نحو هذا المال وإخراج ماهو مطلوب مني ولدي فائض من مالي أقوم بالتصدق به على مجموعة من بيوت إخواني المسلمين في صورة دخل شهري لهؤلاء المسلمين حتى أصبح هذا المال أساسيا لهم وهناك الآن مسجد يبنى في الحي الذي أسكن فيه فهل من الأفضل توجيه هذا الفائض من المال للمشاركة في بناء هذا المسجد أم الاستمرار في معاونة هؤلاء الإخوة من المسلمين ؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حض الشارع على بناء المساجد، قال تعالى: [في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه]
(النور: 36)
وفي الحديث: من بنى مسجدا بنى الله له في الجنة مثله. رواه مسلم.
كما حض الشارع أيضا على التصدق على الفقراء والمساكين لاسيما عند الحاجة الماسة إلى الصدقة.
كما قال جل وعلا: [فلا اقتحم العقبة*وما أدراك ما العقبة*فك رقبة*أو إطعام في يوم ذي مسغبة*يتيما ذا مقربة*أو مسكينا ذا متربة](البلد:16)
والتصدق على المتعففين من الفقراء أولى من الذين يسألون.
وفي الحديث: إن المسكين ليس بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان أو التمرة والتمرتان، قلت يارسول الله: فمن المسكين؟ قال: الذي لا يسأل الناس ولايجد ما يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه. وراه أحمد من حديث
ابن مسعود.
فإذا تقرر ذلك فما هو الأفضل الصدقة على الفقراء أم بناء مسجد؟
وجواب هذا السؤال فيه تفصيل فإذا كان الفقراء في حاجة ماسة إلى الصدقة وكانوا من المتعففين الذين لا يفطن لهم أحد كما هو حال هؤلاء الذين تنفق عليهم فإن الصدقه عليهم أفضل من المشاركة في بناء المسجد، لإن بناء المسجد سيتم بك وبغيرك بينما هؤلاء الفقراء لا يتفطن إليهم أحد.
ويمكن أن يقال إذا لم تك الحاجة ماسة بالفقراء ولم يك هناك مسجد في الحي أو توقف بناؤه عليك فإن التبرع له أفضل.
والله اعلم.