السؤال
لديَّ حفيد مصاب بمرض عقلي، ويحتاج إلى عناية خاصة، طبية وغير طبية. وأرغب في المساهمة في مدخراته المستقبلية التي أنشأها والده حاليًّا، حيث إنه قادر الآن على تغطية نفقاته، أما المستقبل فعِلمُه عند الله. فهل تُعدّ مساهمتي، ومساهمة بعض أفراد العائلة في هذه المدخرات الخاصة بتأمين مصروفاته المستقبلية من باب الصدقة، أم لا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن (كل معروف صدقة)، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه.
فالتبرع للحساب الادخاري لحفيدك المعاق من أبواب الصدقة، ولو كان هو ووالده أغنياء، فالصدقة على الغني جائزة.
والصدقة على القريب صدقة وصلة، جاء في الحديث عن سلمان بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الصدقة على المسكين صدقة، وإنها على ذي رحم اثنتان، إنها صدقة وصلة. أخرجه الترمذي، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان.
قال ابن العربي في أحكام القرآن عند تفسير قوله تعالى: يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ {البقرة:215}، وصدقة التطوع في الأقربين أفضل منها في غيرهم. اهـ.
قال النووي في المجموع: أجمعت الأمة على أن الصدقة على الأقارب أفضل من الأجانب. والأحاديث في المسألة كثيرة مشهورة. اهـ.
وقال فيه أيضًا: تحل صدقة التطوع للأغنياء بلا خلاف، فيجوز دفعها إليهم، ويثاب دافعها عليها، ولكن المحتاج أفضل. اهـ.
والله أعلم.