من العقوق رفع الصوت على الوالدين وإغضابهما

0 449

السؤال

عندما أتناقش مع والدي في موضوع معين، فإني أعترض على بعض ما يقولانه، فهل هذا يعتبر عقوقا؟ وأحيانا أتحدث بصوت عال أمامهما عندما يكون هناك تعارض في نقطة معينة أثناء النقاش، علما بأني أرفع صوتي لا بنية العقوق، فهل هذا يعتبر عقوقا أيضا؟ غالبا بعد انتهاء أي نقاش معهما أشعر بأني أغضبتهما وحتى إن لم يغضبا فإني أشعر بأن الله غاضب مني، وأشعر بأن معظم أعمالي قد حبطت وأحاول إبعاد هذه الوساوس ولكن لا أقدر لأني سمعت أن عقوق الوالدين تسبب في إحباط الأعمال، فيزيد الإحباط في نفسي وأقصر في عبادتي حزنا ويصعب علي أن أركز أثناء الصلوات والعبادات ولكم تذكرت أن العمل المحبط لا يمكن أن يعود أشعر بحزن شديد وإحباط كبير يجعلني لا أؤدي العبادات والطاعات كما كنت أؤديها من قبل بل وأهمل كل واجباتي، وتحصل لي هذه الحالة أيضا عندما أقع في معصية وأنا متعمد والعياذ بالله، فهل هذا كله من الشيطان، إني حاولت كثيرا بأن أقنع نفسي بأنها مجرد وساوس ولكني لم أستطع، أرجوكم دلوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الابن يجب عليه بر أبويه والإحسان إليهما والبعد عن الإساءة إليهما وما يؤدي لإغضابهما، وإذا ناقشهما في موضوع ما فليكن حواره لهما بالحسنى والأدب والغض من الصوت والتواضع، فقد قال الله تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا [الإسراء:23-24]، وليس مجرد الخلاف معهما في فكرة وحوارهما بالأدب من العقوق إذا كان الولد محقا، إلا أن البعد عن نقاشهما فيما ليس من الأمور الدينية أفضل، وأما رفع الصوت عليهما أثناء النقاش فإنه لا يجوز لما فيه من إساءة الأدب ثم إن العقوق ليس معدودا من المعاصي التي تحبط الأعمال، والواجب عليك أن تتوب توبة صادقة من إغضاب أبويك ومن التقصير في العبادات وأن تبعد عنك الوساوس الشيطانية، وتبحث عن صحبة صالحة تدلك على الخير وتجرك إليه وأكثر من تلاوة القرآن ومطالعة كتب الترغيب والترهيب، وواظب على الصلاة في الجماعة وحضور مجالس العلم، وراجع في تحريم العقوق وبيان المعاصي المحبطة للأعمال ووجوب احترام الوالدين وإبعاد الوساوس في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11649، 5925، 39230، 34468، 35296، 41314، 46030، 36613، 34477، 48325.

والله أعلم.   

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة