قد ينال العبد منزلته عند الله بالابتلاء

0 314

السؤال

أود أن أطرح عليكم هذه المعاناه لتنظروا فيها عسى أن نجد الدواء الشافي بإذن الله تعالى, والحالة كالتالي: نحن من عائلة مكونة من 9 أفراد 5 ذكور و4 إناث, كنا نسكن في بلدة صغيرة حياة هادئة جميلة, دون أي معاناة أو مشاكل أو مرض, ولا يوجد ما يعكر علينا عيشتنا وحياتنا الهنيئة، إلى أن بنينا بيتا جديدا في منطقة أخرى وانتقلنا إليه, وهنا بدأت المعاناة, بدأت الشكوى وبدأ الأنين, بدأ الألم والمرض والشقاء والجفاء وكأن ظلمة الليل تسطو من كل جانب, ليس السبب المنطقة أوالجيران, فعلى العكس المنطقة التي سكنا مجددا أفضل بكثير من الأولى لتوفر الخدمات وجمال المنطقة وحسن الجوار وغيره، لغاية الآن لنا فيها 10 سنوات لم نر فيه يوما واحدا هنيئا, لم ننم ليلة قريري العين, لم نجد حلاوة الحياة ولذتها, فأنا لم أذكر أني ذهبت إلى الطبيب إلا لزكام أو مغص أو أي مرض طبيعي يشكو منه كل الناس ولكن هنا فالأمر مختلف وكذلك الحال مع بقية الأسرة فأنا أعاني منذ6 سنوات من آلام حادة في المفاصل والفخذ تعجزني أحيانا عن المسير وماتركت طبيبا ولا صورة شعاعية ولا فحصا مخبريا إلا وعملته ولم يتبين أي شيء، وقد أصبت أيضا بضعف البصر وانحرافا بصريا علما أن عمري لم يتجاوز الآن24 سنة، وقد ألم بي عدة انتكاسات في الدراسة سببت لي المشاكل الكثيرة مع الأهل رغم أني من المتفوقين، أما بقية أفراد الأسرة فالأب أجرى عملية الديسك للظهر, وآلام أجرت لغاية الآن 3 عمليات جراحية وهي الآن تعاني من آلام المفاصل والغدة الدرقية وضعف البصر والأزمة الصدرية, وشقيقي 22 سنة يعاني من تورمات في قدميه مع آلام حادة أوعزها الأطباء إلى مرض (النقرس) رغم أنه لا يصيب إلا كبار السن ويعاني من ضعف البصر كذلك, وشقيقي الآخر يعاني من آلام في المعدة وغيره في الكبد وشقيقتي تعاني ضعف البصر والأخرى تعاني من آلام في المعدة والقدمين، هذا عدا عن الهم والغم وعدم وجود الألفة بيننا, مع العلم بأننا عائلة محافظة متدينة وملتزمة ومثقفة حيث تخرجنا من الجامعات بتقديرات جيدة جدا وممتازة وهناك من يواصل مرحلة الماجستير والحمد لله تعالى.
ملاحظة: هناك من يشير علينا بالفدو أي نذبح شاة, ما حكم ذلك وهل تدفع البلاء؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الذبح إذا كان تقربا لله سبحانه وتعالى بنية إطعام المساكين ونحو ذلك، فهو جائز كالتقرب إلى الله تعالى بسائر العبادات، وراجع الفتوى رقم: 9124.

واعلم أن البلاء الذي يصيب العبد قد يكون بذنوبه وتقصيره، قال الله تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}، فتكون كفارة لذنوبه وتذكرة له للأوبة إلى ربه.

وقد يكون الابتلاء لرفع الدرجات كما قال أهل العلم: إن العبد تكون له المنزلة عند الله لا ينالها بالعمل فينالها بالابتلاء. وقال صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. رواه أحمد وصححه شعيب الأرناؤوط. وقال صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يصب منه. رواه البخاري عن أبي هريرة.

واعلم أن أعظم ما يرفع به البلاء الدعاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد من العمر إلا البر. أخرجه الترمذي عن سلمان، وقال حديث حسن، وصححه ابن حبان والحاكم.

وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء، وكان يدعو في الوتر ويقول صلى الله عليه وسلم: فقني شر ما قضيت. رواه أبو داود.

وقد يكون ما أصابكم بسبب عين أو سحر أو نحو ذلك، وعلاج ذلك كله هو الالتجاء إلى الله تعالى أولا والأخذ بالرقية الشرعية، وقد بيناها في الفتوى رقم: 4310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات