السؤال
أنا شاب أبلغ من العمرة 23 سنة أعمل في الشرطة وأبي متوفى وأعيش مع إخوتي وأمي وأغلبهم متزوجون وأنا الصغير فيهم، المشكلة أن أخواتي طلبوا مني عدم الذهاب إلى المسجد علما بأنني أحفظ جزأين، ومستمر في ذلك وقال لي أخي شرب الخمر وتعاطي المخدرات أفضل من أن تذهب إلى المسجد، وطردوني من البيت وذهبت إلى أخي الكبير من أبي وأنا أعيش الآن معه، أمي غاضبة وقالت لن أرضى عنك ولا تتبع جنازتي ما لم ترجع إلى البيت وتترك المسجد وبدأوا يضايقوني وذهبوا إلى الأمن وبلغوا، علما بأن عملي يتطلب مني حلق اللحية وإسبال إزاري وأنا أريد أن أرضي ربي، أفيدوني ماذا أفعل مع إخوتي وأمي، وهل الأفضل لي أن أعيش مع أخي، علما بأنه يساعدني في الحفظ والذهاب إلى المسجد، وقال أنا معك في كل ما يرضي الله، أرجوكم أسرعوا بالإجابة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان أهلك يمنعونك عن صلاة الجماعة في المسجد، فلا تطعهم، فإن صلاة الجماعة واجبة، قال صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إلا من عذر. رواه ابن ماجه، وقال الألباني: صحيح، وانظر الفتوى رقم: 1798، والفتوى رقم: 3880.
وكذلك لو منعوك من تعلم العلم الواجب في المسجد، فليس لك أن تطيعهم، وانظر الفتوى رقم: 51180.
وانظر تفاصيل أخرى في الفتاوى: 23297، 33564، 47055.
وبالنسبة لاشتراط حلق لحيتك لعملك في الشرطة، انظر الفتوى رقم: 73403.
واعلم أن الجنة حفت بالمكاره، وأن مهرها غال، ولأجلها بذل الصحابة وتابعوهم دماءهم، فاصبر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للصحابة: إن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. رواه الترمذي وغيره، وقال حسن غريب، وصححه الألباني.
وما دام أخوك الأكبر يعينك على طاعة الله تعالى، ووالدتك وأسرتها يمنعونك من الصلاة في المسجد ويأمرونك بشرب الخمر فلتسكن مع أخيك، ولا تترك بر أمك والإحسان إليها، لكن لا تسكن معها ما دام ذلك يسبب لك الفتنة في دينك.
والله أعلم.