السؤال
موقف عائلي خاص بأختنا الوحيدة الغالية العزيزة على قلوبنا. لها أربعة إخوان أكبر منها وأخ واحد أصغر منها والوالدين بحمد الله وفضله على قيد الحياة بصحة وعافية ونقيم في الولايات المتحدة الأمريكية. حصل في يوم الأحد 23/10/2004م بعد صلاة العصر أن أصدر الوالد العزيز قرار الذهاب والخروج للتسوق من أجل الإعداد والتحضير لاستقبال شهر رمضان المبارك. عند إعلان والدي لذلك قالت أختنا: لا أرغب في الخروج معكم وأفضل البقاء في المنزل وحيدة, ولا داعي لخروجي معكم وليس في الأمر خطأ أو معصية لأولي الأمر. تحدثت إليها الأم حفظها الله, ومع الأسف لم تتراجع أختنا الحبيبة عن موقفها. بصفتي الأخت الأكبر أعلمتها أن هذا الموقف الثابت من عقوق الوالدين وعليه غضب الله ولعنة الملائكة حيث إن رغبته لا ترضي الله ورسوله والمؤمنين.مع الأسف لم تذهب أختنا معنا وبقيت لوحدها لحين عودتنا, والتعامل معها والحديث إليها بكل هدوء وعقلانية غير مفيد ولا ترغب في الاقتناع من أهلها. فضيلة الشيخ ندعو الله ونسأله الهداية والإصلاح لأختنا البالغة من العمر تسعة عشر عاما, وأن تعرف من خلال جوابكم الشافي معنى كلمة الطاعة لأولياء الأمور. ننتظر الإجابة بالسرعة الممكنة لتصويب الموقف لما في الصلاح, وجزاكم الله الخير.
في أمان الله و أستودعكم اللهالأخ الأكبر: الحاج/ فادي آل العتيلي. شيخنا الفاضل ... إنني الفتاة المعنية في هذا السؤال... إنني رفضت الذهاب لعدة أسباب ... أولا: فضلت البقاء في البيت و سماع محاضرة إسلامية أو قراءة كتاب أتفقه به عن الخروج معهم لعدم وجود الضرورة لذلك. ثانيا: صفات المكان الذي سيذهبون إليه يتواجد فيه الاختلاط و النساء الكاسيات العاريات و أحيانا تصطحب الموسيقى. و ما يجب على المسلم بأن يحذر الذهاب إلى تلك الأماكن إلا للضرورة. ثالثا: عدم توفر اللباس الشرعي الكامل لدي, و لذلك أحاول قدر إمكاني بأن لا أخرج من المنزل إلا للضرورة, مثل زيارة الأقارب و قضاء الحاجة أو للترفيه عن النفس مع توفر الضوابط الشرعية. و قلت لهم بأن هذا الطلب لا يدخل في طاعة الوالدين ... إنما الطاعة في المعروف ... و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق... شيخنا الفاضل, كل ما في الأمر بأنني أخشى على نفسي كثيرا من الوقوع في الفتن وأعمل على اجتنابها قدر المستطاع..و الله المستعان خصوصا أنني أقيم الآن في بلد يكثر فيه الكفر والفسوق والفتن. الرجاء نصحي ... وجزاكم الله خير الجزاء و جعل عملكم خالصا لوجه ..اللهم آمين