السؤال
أيها الشيخ الفاضل .........
هل يثاب الإنسان على عمل إذا عمله بنية غير النية التي بني عليها الثواب؟ مثال على ذلك هو قراءة سورة الإخلاص عشر مرات فثوابها هو بناء بيت في الجنة فما قولكم في من يقرؤها في صلاته عدة سنوات دون أن يعلم هذا الثواب؟ فهو يقرؤها لأنها من قصار السور وقراءتها سريعة ولأنه أيضا لا يحفظ الكثير من القرآن فهل يثاب ببناء بيت له في الجنة؟
وهناك أمثلة غير ذلك لأعمال نعملها دون معرفة ثوابها وأثابكم الله .....
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه رواه أحمد عن معاذ بن أنس الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة. فقال عمر ابن الخطاب: إذن أستكثر يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: الله أكثر وأطيب. حسنه الألباني.
فالظاهر من الحديث أن قراءة سورة الإخلاص بهذا العدد تكون خارج الصلاة، فمن قرأها على هذا النحو حصل على ذلك الثواب. إن شاء الله.
أما قراءة السورة في الصلاة فهي من سنن الصلاة، ولها ثوابها الخاص، ويختلف ثوابها باختلاف نية القارئ، فمن يقرؤها ويواظب عليها لأنها تعدل ثلث القرآن، وفيها صفة الرب تعالى، فثوابه يختلف عمن يقرؤها لأنها من قصار السور وقراءتها سريعة، لأن العامل ليس له من عمله إلا ما نواه كما قال صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. متفق عليه عن عمر بن الخطاب.
وعليه، فمن عمل عملا بنية غير التي بني عليها الثواب، فإنه لا يثاب على العمل الثواب المحدد له، وإن أجر من وجه آخر.
أما إن عمل العبد عملا يريد به وجه الله من غير أن يعلم الثواب المترتب عليه، فإنه يكتب له الأجر إن شاء الله لأنه فضل الله ووعد منه سبحانه فلا يتخلف، قال تعالى: ومن أوفى بعهده من الله {التوبة:111}. وقال تعالى: ومن أصدق من الله قيلا {النساء:122}.
وذلك مثل من التزم الأوراد اليومية ابتغاء وجه الله واتباعا للنبي صلى عليه وسلم كتب له الثواب وإن جهله.
والله أعلم.