السؤال
أنا في الأردن وأهلي في فلسطين ما حكم بر الوالدين على الهاتف حيث أنني أتصل كل شهر أو شهرين (زاد أو قل عن ذلك)؟ مع العلم بأن الاتصال مكلف وهل الواجب أن تتصل الأنثى كما هو واجب على الذكر أم الواجب أن تتصل البنت بأهلها أكثر أم هم؟ولكم جزيل الشكر
أنا في الأردن وأهلي في فلسطين ما حكم بر الوالدين على الهاتف حيث أنني أتصل كل شهر أو شهرين (زاد أو قل عن ذلك)؟ مع العلم بأن الاتصال مكلف وهل الواجب أن تتصل الأنثى كما هو واجب على الذكر أم الواجب أن تتصل البنت بأهلها أكثر أم هم؟ولكم جزيل الشكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد أولى الشرع الحنيف صلة الرحم أهمية كبيرة، وحذر من قطعها، وقرن ذلك بالإفساد في الأرض، قال تعالى: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم {محمد: 22}.
لكن الشارع الحكيم لم يبين مقدار صلة الرحم، ولا جنسها، ولا كيفيتها، بل جعل مرجع ذلك إلى العرف، فما تعارف الناس على أنه صلة فهو صلة، وما تعارفوا عليه أنه قطيعة فهو قطيعة.
واتصالك بوالديك بالهاتف يعد في العرف من الصلة، وتحديد أقل أو أكثر مدة للاتصال يرجع فيه إلى العرف.
وينبغي عدم الاقتصار على الصلة بالهاتف، بل وصلهم بما تقدرين عليه من الزيارة والإعانة بالمال إن كانوا محتاجين، وكنت قادرة على ذلك، فإن كان الاتصال هو الوسيلة الوحيدة الممكنة فلا حرج عليك.
والأدلة الموجبة لصلة الرحم تشمل الذكر والأنثى، ولا يوجد نص يفرق بين الذكر والأنثى في مقدار الصلة، والصلة مطلوبة من الجميع أبناء وآباء، فالأبناء مطلوب منهم صلة الآباء، وكذلك الآباء مطلوب منهم صلة الأبناء، ومدار ذلك كله على العرف في تحديد من يطلب منه الاتصال أكثر أو أقل.
والله أعلم.