السؤال
إلى مركز الفتوى الفضلاء: أكتب إليكم هذه الرسالة وأنا في غاية الخجل، فأرجو ألا تحتقروني بعد قراءتها، أنا لم أكن عاقا لوالدي ولكن في فترة الطفولة صدر مني موقف في حق والدتي ويشهد الله أني نادم عليه حتى الآن، كان عمري عشر سنوات فقامت والدتي بضربي بعصى لموقف صدر مني، ولكن العصا أوجعتني فقمت بضربها بحجرة صغيرة وعند رجمي لها بالحجرة دعوت وقلت يارب تصيبها الحجرة في أسنانها، وسبحان الله أن كان ربي استجاب لي أم هي صدفة فقد أصابها الحجر في أسنانها كما دعوت وبعدها اصطلحنا أنا وهي، وقالت الحمد لله فقد كانت أسناني من الأساس تعبانه، وهذا الموقف يكون سببا في تركيبها لكن عندما كبرت وعرفت حقوق الوالدين دائما ألوم نفسي على ارتكابي لهذه الجريمة وخاصة بعدما توفت والدتي فكلما تذكرت هذا الموقف تذرف عيناي بالدموع أحس بألم في بطني وضيق في صدري والآن لا أعلم إن كان ربي يغفر لي لصغر سني أم أنه سيعاقبني لكبيرتي وإن كانت هناك كفارة لهذا أرجو إفادتي؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله سبحانه قد رفع القلم عن الصبي حتى يبلغ، والبلوغ يعرف بعلامات، سبق بيانها في الفتوى رقم: 10024.
وقد روى أبو داود والترمذي عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المعتوه حتى يعقل.
فلا يؤاخذ الإنسان على شيء فعله قبل البلوغ، وعليه فما حصل منك تجاه والدتك وأنت في سن العاشرة لا تؤاخذ عليه ولا إثم عليك منه للحديث السابق.
ومن باب التذكير فإنه ينبغي على من توفي والده أن يسعى في الإحسان إليه، والبر به بعد وفاته قدر استطاعته، ومما يدخل في هذا الباب الدعاء له، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
ويمكنك معرفة المزيد مما ينبغي فعله للوالدين بعد وفاتهما في الفتوى رقم: 10602.
والله أعلم.