السؤال
كيفي نستطيع أن نفرق بين الرياء وبين التحدث عن نعم الله علينا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالرياء قد عرفه أهل العلم بأنه طلب ما في الدنيا من جلب منافع أو دفع ضرر أو تعظيم أو إجلال بالعبادات، والرياء ضد الإخلاص، والإخلاص: أن تقصد بعملك وجه الله، والرياء مشتق من الرؤية وهو أن يعمل ليراه الناس، والسمعة مشتقة من السمع وهو: أن يعمل العمل ليسمعه الناس.
وأما التحدث بنعم الله فهو من تمام شكر النعم، وقد أمر الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا: وأما بنعمة ربك فحدث {الضحى:11}، قال أهل التفسير معناها: انشر ما أنعم به الله عليك بالشكر والثناء، فالتحدث بنعم الله تعالى والاعتراف بها شكر، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والحكم عام له ولغيره.
قال ابن العربي: إذا أصبت خيرا أو علمت خيرا فحدث به الثقة من إخوانك على سبيل الشكر لا الفخر والتعالي، وفي المسند مرفوعا: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بالنعمة شكر وتركها كفر...
وقد تبين مما ذكر أن بين الرياء والسمعة وبين التحدث بنعم الله بونا بعيدا جدا.
والله أعلم.