السؤال
أنا شاب عندي 22 سنة عندما أكون في الدراسة أصلي في المسجد وأشعر أني إذا لم أصل في المسجد وفي الوقت أن الله لن يبارك لي في المذاكرة ولا أي شيء ولكن سرعان ما تنتهي المذاكرة والدراسة وعندها ألقى نفسي لا أواظب على الصلاة لا في جماعة ولا في وقتها.
أنا شاب عندي 22 سنة عندما أكون في الدراسة أصلي في المسجد وأشعر أني إذا لم أصل في المسجد وفي الوقت أن الله لن يبارك لي في المذاكرة ولا أي شيء ولكن سرعان ما تنتهي المذاكرة والدراسة وعندها ألقى نفسي لا أواظب على الصلاة لا في جماعة ولا في وقتها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالذي فهمنا من سؤالك أنك أثناء المذاكرة والدراسة تواظب على الصلاة جماعة في المسجد معتقدا أنك إذا لم تصل في المسجد فلا بركة في مذاكرتك.
وبعد انتهاء الدراسة تترك المواظبة على الصلاة في المسجد جماعة، بل قد تؤديها بعد خروج وقتها، فإن كان هذا هو معنى سؤالك فنقول وبالله التوفيق:
إن صلاة الجماعة في المسجد واجبة في حق الرجل المستطيع الذي يسمع النداء لها على الراجح من أقوال أهل العلم، كما سبق في الفتوى رقم: 5153، والفتوى رقم: 32648.
هذا بالإضافة إلى أن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم.
وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها أو يضيعها، قال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا {مريم: 59}. وقال تعالى: فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون {الماعون: 4-5}.
ومن السهو عنها تأخيرها عن وقتها كما ثبت عن بعض السلف الصالح كابن عباس رضي الله عنهما.
فالواجب على المسلم المحافظة عليها ومن ذلك أداؤها في وقتها الذي حدده الشرع حيث إن لكل صلاة مفروضة وقتا محددا لا يجزئ تقديمها ولا يجوز تأخيرها عنه قال تعالى: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا {النساء: 103}.
واعلم أن الشخص الذي لا يعرف ربه إلا في الشدة والضنك ولا يراعي حقه ولا يؤدي واجبه على خطر عظيم، وفيه صفة من صفات الكافرين قال تعالى: فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون * ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون {العنكبوت: 56-66}.
وقال تعالى: وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون {يونس: 12}.
وقال تعالى: وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض {فصلت: 51}.
ومن كانت هذه حاله فحري أن لا يستجيب الله دعاءه في حال الشدة والضنك، وإن المؤمن الصادق هو الذي يعرف ربه في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء، وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله تعالى عنهما في وصيته العظيمة: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
وحاصل الأمر أن عليك مجاهدة النفس للمواظبة على أداء الصلاة في المسجد جماعة، ولا يجوز لك تأخير الصلاة عن وقتها إلا لعذر شرعي، وراجع الأجوبة التالية أرقامها: 1490، 4034. والله أعلم.