لا يهولنك تتابع الابتلاءات

0 233

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 31 سنة أغلقت كل الأبواب في وجهي وقد سألتكم من قبل عن العمل في مجال تركيب الدش وفك شفرات القنوات الفضائية فأجبتم فضيلة الشيخ أن علي الابتعاد عن الشبهات والحمد لله تركت العمل فورا بعد تلقي رسالتكم والآن أنا عاطل عن العمل ولم أجد عملا في جميع المجالات ولم يتبق إلا قرض من البنك وهو بفائدة ولكن أعرف أن أصحابى عندما أخذوا القرض سمح لهم بكامل المبلغ بدون فائدة وبدون إرجاع المبلغ ويصعبوا في ملف القرض لعدم اكتظاظ الملفات فقط الرجاء إفادتى بأمر هذا القرض آخذه أم لا والحمد لله على كل حال فأنا صابر ومتوكل على الله ولتقدم سني أريد أن أتزوج بالحلال إذا تيسر أمري وكذلك أمر مهم أبي يطالبني دائما بأن أعمل وأقنعته بأن الأمر صعب جدا وبأن العمل في مجال تركيب الدش ليس طريقي وفيه شبهات وإن الله لا يضيع أحدا من عباده وخاصة الذين يريدون طريق الحلال.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على اجتناب العمل في مجال تركيب الدش، ونسأل الله تعالى أن يعوضك خيرا مما تركت تعلقا بوعد النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط.

ولتعلم أيها الأخ السائل أن ضيق العيش الذي يعتري حياة المرء أحيانا إنما هو من البلاء الذي يثاب عليه، كما قال تعالى: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين {البقرة: 155}.

فمن صبر على البلاء نال الجزاء الأوفى، وحصلت له البشرى قال تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب {الزمر: 10}. وقال: ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون {النحل: 96}.

وما ذكرت من إمكانية الاقتراض بالربا إنما هو بلاء جديد ابتلاك الله به، ليرى ما سيكون منك، فاحرص على إرضاء الله تعالى والعمل بطاعته، ولا يهولنك ما يحصل لك من ابتلاءات، فإنها ما كانت ولا جرت إلا بعلم الله تعالى وقضائه وقدره، ولمعرفة حكم الاقتراض بالربا راجع الفتوى رقم: 4546.

وننبه الأخ السائل أننا لم نفهم قصده من قوله عن البنك أنه: سمح لهم بكامل المبلغ بدون فائدة أو إرجاع.

ولذا، فإنه لا يمكننا الإجابة عليه، لأنه لا يوجد بنك ربوي يقرض بدون فائدة في حدود علمنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات