السؤال
أنا أحب والدي جدا وأحاول جاهدا أنا أبرهم ولكني أريد أن أعرف ما هو بر الوالدين هل هو المعاملة الحسنة والسؤال عليهم أم هو أكبر من ذلك أرجو إجابتي حيث إني أخاف جدا أن أكون مقصرا معهم وأتمنى من الله من قلبي أن يتوفاهم الله وهم راضون عني
أنا أحب والدي جدا وأحاول جاهدا أنا أبرهم ولكني أريد أن أعرف ما هو بر الوالدين هل هو المعاملة الحسنة والسؤال عليهم أم هو أكبر من ذلك أرجو إجابتي حيث إني أخاف جدا أن أكون مقصرا معهم وأتمنى من الله من قلبي أن يتوفاهم الله وهم راضون عني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله أن يوفق الأخ لبر والديه وأن يتوفاهما الله وهما عنه راضيان.
وأما سؤاله عن بر الوالدين ماهو، وبم يكون ؟
قال في الموسوعة الفقهية في تعريف بر الوالدين: من معاني البر في اللغة : الخير والفضل والصدق والطاعة والصلاح، وفي الاصطلاح: يطلق في الأغلب على الإحسان بالقول اللين اللطيف الدال على الرفق والمحبة, وتجنب غليظ القول الموجب للنفرة, واقتران ذلك بالشفقة والعطف والتودد والإحسان بالمال وغيره من الأفعال الصالحات. والأبوان : هما الأب والأم. انتهى
فبر الوالدين يكون إذا ببرهما بصلتهما، وطاعتهما في المعروف، والإحسان إليهما، والتأدب عند مخاطبتهما، والتذلل بين يديهما، وعدم التضجر والتأفف منهما، وقال في الموسوعة الفقهية أيضا:
ويكون بر الوالدين بالإحسان إليهما بالقول اللين الدال على الرفق بهما والمحبة لهما, وتجنب غليظ القول الموجب لنفرتهما, وبمناداتهما بأحب الألفاظ إليهما, كيا أمي ويا أبي, وليقل لهما ما ينفعهما في أمر دينهما, ودنياهما ويعلمهما ما يحتاجان إليه من أمور دينهما, وليعاشرهما بالمعروف. أي بكل ما عرف من الشرع جوازه, فيطيعهما في فعل جميع ما يأمرانه به, من واجب أو مندوب, وفي ترك ما لا ضرر عليه في تركه , ولا يحاذيهما في المشي , فضلا عن التقدم عليهما , إلا لضرورة نحو ظلام, وإذا دخل عليهما لا يجلس إلا بإذنهما, وإذا قعد لا يقوم إلا بإذنهما , ولا يستقبح منهما نحو البول عند كبرهما أو مرضهما لما في ذلك من أذيتهما, قال تعالى : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ، قال ابن عباس : يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب , فلا يغلظ لهما في الجواب, ولا يحد النظر إليهما, ولا يرفع صوته عليهما. ومن البر بهما والإحسان إليها: أن لا يسيء إليهما بسب أو شتم أو إيذاء بأي نوع من أنواعه, فإنه من الكبائر بلا خلاف . ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الكبائر شتم الرجل والديه, قالوا يا رسول الله : وهل يشتم الرجل والديه؟ قال : نعم يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه, ويسب أمه فيسب أمه. وفي رواية أخرى: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل: يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ . قال: يسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه.
ومن برهما صلة أهل ودهما, ففي الصحيح عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي، فإن غاب أو مات يحفظ أهل وده ويحسن إليهم, فإنه من تمام الإحسان إليه. وروى أبو أسيد وكان بدريا قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا, فجاءه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله. هل بقي من بر والدي بعد موتهما شيء أبرهما به؟ قال: نعم , الصلاة عليهما , والاستغفار لهما , وإنفاذ عهدهما من بعدهما, وإكرام صديقهما, وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما, فهذا الذي بقي عليك. وكان صلى الله عليه وسلم يهدي لصدائق خديجة برا بها ووفاء لها, وهي زوجته, فما ظنك بالوالدين.انتهى
والله أعلم