المعصية من أعظم أسباب ضيق الرزق

0 334

السؤال

أنا شاب في 24 من العمر مشكلتي أن أبواب الرزق مغلقة في وجهي مع أن أهلي ميسورو الحال وساعدوني كثيرا ولكن دون جدوى شيطاني كبير يبعدني عن عبادتي، مع أن جميع من يعرفني يمدحني بطيبة القلب والنشاط وكثرة النخوة ومساعدة الآخرين. قال لي الكثيرون إنه أجري لي سحر، وبالفعل منذ أكثر من 5 سنوات أنا أرى أوراقا ذكر فيها اسم الله وكلام الله وكلمات كثيرة تطلب الفقر لي وكره الناس لي وأنا أشك في أحد الناس وحاولت كثيرا عند الشيوخ ولم يستطع أحد مساعدتي وأنا أبكي بدل الدمع دما من هذا الحال ومن نظرة الشفقة لي في عيون من أحب. أنا دائم الفقر واليأس وكثير الدين. قالو لي: الصلاة، حاولت آلاف المرات ولم أستطع المتابعة أكثر من يومين، أريد حلا لأني منهار النفس والقوة والله وحده أعلم بما في داخلي، أرجوكم أريد حلا لهذا القهر الدائم؛ لأن الجميع بدأ ينصرف عني لأنهم وجدوا لا جدوى مع حالتي. وجزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم – أيها الأخ الكريم – أن ضيق الرزق وسعته من أقدار الله تعالى على عباده، فيبسط الرزق للبعض ويضيقه على البعض، وكل ذلك لحكم بالغة. قال الله تعالى: الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم {العنكبوت:62}. وقال تعالى: أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون {الزمر:52}. ومعنى يقدر: يضيق.

وإن من أعظم أسباب سعة الرزق تقوى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه {الطلاق:2، 3}.

منها أيضا كثرة الاستغفار فإنها سبب عظيم من أسباب الرزق. قال تعالى: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا {نوح:10-12}.

وكذا صلة الرحم، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه.

ومنها أيضا كثرة الإنفاق في سبيل الله والصدقة ابتغاء وجهه تعالى، والبعد عن التعامل بالربا. قال الله تعالى: يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم {البقرة:276}.

ومن أعظم أسباب ضيق الرزق معصية الله تعالى، ففي المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

وإذا كنت ترى أنك مسحور فواظب على الأذكار الصباحية والمسائية وأذكار الدخول والخروج، فإن الذكر يحصن الله به الإنسان من شر كل ذي شر.

ولا مانع من أن ترقي نفسك بالرقى الشرعية، وتتعالج عند من هو معروف بالعلاج الشرعي من أهل الاستقامة على السنة.

وما ذكرته من أنك حاولت الصلاة آلاف المرات وأنك لم تستطع المتابعة أكثر من يومين - إن كنت تعني به صلاة الفريضة – فاعلم أن تركها من أعظم الذنوب. وقال بعض المحققين بكفر صاحبه. ولك أن تراجع في ذلك فتوانا رقم: 36119.

ونوصيك بالصبر وعدم القلق في هذا الشأن، وعدم الاستسلام للخواطر والوساوس الشيطانية، كما نوصيك بالإكثار من الدعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات