السؤال
ما وجه المفارقة بين قوله تعالى على لسان إبليس " فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم " وقول آدم عليه السلام في محاجة موسى إياه (أتلومني بأمر قد كتبه الله علي) أو كما قال صلى الله عليه وسلم؟
ما وجه المفارقة بين قوله تعالى على لسان إبليس " فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم " وقول آدم عليه السلام في محاجة موسى إياه (أتلومني بأمر قد كتبه الله علي) أو كما قال صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن اعتقاد أهل السنة في قوله تعالى قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم {الأعراف: 16}، هو: أن الله -تعالى- أضل إبليس، وخلق فيه الكفر، ولذلك نسب الإغواء في هذا إلى الله، وهو الحقيقة فلا شيء في الوجود إلا وهو مخلوق له سبحانه، صادر عن إرادته تعالى، فيهدي من يشاء ويضل من يشاء، قال سبحانه على لسان نوح: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون {هود: 34}، فغواية إبليس أرادها الله قدرا، ولم يردها شرعا.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث محاجة موسى وآدم أن آدم قال: أفتلومني على أمر قد قدره الله على قبل أن أخلق بأربعين سنة، قال فحج آدم موسى. فإن آدم لم يحتج بالقدر على الذنب، وإنما احتج بالقدر على المصيبة، وهذا هو اعتقاد أهل السنة، أن القدر يحتج به في المصائب، ولا يحتج به في الذنوب والمعايب. وانظر الفتوى: 5617
والله أعلم.