الشعور بالمتعة عند تذكر المعصية هل ينافي التوبة

0 147

السؤال

أنا سيدة الحمد لله متزوجة وقد وصلت لدرجة جيدة من الالتزام وقد مررت بمرحلة الخطوبة قبل هذا الالتزام فكانت على غير ما يرضي الله من سلام على الخطيب وإظهار شعري أمامه والخلوة بيننا، ولكن دون فعل شيء من الكبائر والحمد لله والخروج وحدنا وسماع أحلى كلمات الحب بيننا، والآن أنا متزوجة منه والحمد لله ومعي منه ولدان، وقد أنعم الله علي بالتوبة والندم على ما فات، ولكن السؤال أنني عندما أتذكر هذه الفترة من حياتي أشعر بمتعة وأشعر بأن حبي لزوجي يزيد في قلبي بل يجدد الشوق بيننا وهذا التذكر ليس بيدي، فهل ما أشعر به من فرحه يناقض توبتي، وهل في هذا ذنب علي، أرجو الإفادة بشكل واضح عسى أن ينفعني الله بكم لأنني لا أريد إغضاب الله؟ ولكن مني جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك بالتوبة ونسأل الله تعالى ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك إنه سميع مجيب، وأما ما كنت تفعلينه مع خطيبك فهو حرام -كما ذكرت- فالخطيب أجنبي عن مخطوبته، كما بينا في الفتوى رقم: 30490، والفتوى رقم: 31276 وما أحيل إليه من فتاوى خلالهما.

فالواجب عليكما إذن هو التوبة النصوح، وعلامة صدقها الندم عند تذكر ذلك وليس الفرح والنشوة، فلا بد من انكسار القلب وتذلل النفس عند تذكرها لمن أراد التوبة منها, ولا ينافي ذلك الشعور بمحبة الزوج وتجدد حبه، لكن ألا يكون فرحك للمعصية التي فعلت فتتمني العودة إلى تلك الفترة المظلمة وأن لو زدت من تلك الأعمال السيئة، فهذا كله إصرار على المعصية ويؤدي إلى سخط الله وغضبه، فإن كان حالك هكذا فأقلعي عنه وتوبي إلى ربك صادقة، واعلمي أن ذلك من وسوسة الشيطان وتزيينه للمعصية، وإن كان الأمر مجرد تذكر للمعصية دون تلذذ بها، فإنه لا ينافي التوبة منها بل يزيد في الحسنات إن صحبه ندم وانكسار، كما بينا في الفتوى رقم: 54998، والفتوى رقم: 58981.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات