السؤال
أنا فتاة يتيمة الأب. مند مدة أسمع أمي تكلم شخصا في الهاتف لا نعرفه. عندما أسألها تثور وتغضب علي وتقول لي إني عاصية. علما أني لست كذلك فأنا أصلي وأصوم وأحاول أن أجتهد في العبادة. لا أعرف ماذا أفعل معها. هل ألتزم الصمت تجنبا للمشاكل..حتى وإن كان الصمت يؤلمني..هل أصبر على تصرفاتها وكل واحد سيحاسبه. الله. أنا لا أريد أن أكون عاقة لوالدتي لأنها صاحبة فضال علينا، ولم تتركني يوما أحتاج لأي شيء فهي توفر لي كل شيء..ساعدني يا شيخ أريد حلا لمشكلتي ..أخاف ان أكون عاقة لوالدتي لأني أخشى عذاب ربي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أوجب الله تعالى بر الوالدين واحترامهما وتوقيرهما وخفض الجناح لهما ومعاملتهما ومخاطبتهما بما يقتضي ذلك. وحرم تحريما غليظا كل ما يقتضي خلاف ذلك. قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا {النساء: 36}. وقال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا {الإسراء:23-24}.
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال:" أبوك" متفق عليه.
ومن البر بالأم نصحها وتحذيرها من المعصية، ولكن ذلك يكون فيه من الرفق واللين وخفض الجناح ما يناسب ما جعله الله لها من الحقوق.
فعلى السائلة أن توجه النصح لأمها برفق ولين وأدب ولا ترفع الصوت عليها ، فإن لم ينفع معها نصحها لها فلتسلط عليها بعض الصالحات دون أن تعلم أنها من أخبرهن بذلك، فإن استجابت للنصح فالحمد لله، وإن لم تستجب فلتصاحبها بالمعروف، ولتدع لها بالهداية في أوقات الاستجابة.
ونسأل الله العلي القدير أن يهديك إلى ما يصلح به حال أمك.
والله أعلم.