الإحسان إلى زوجة الأب هل يتنافى مع برالأم المتوفاة

0 291

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أعيش أنا وزوجي وأولادي في ألمانيا منذ فترة طويلة، وعلاقتي بوالدي ووالدتي وإخوتي على أفضل ما يكون، ويسودها الحب والتفاهم، وكذلك علاقتهم هم ببعضهم.
شاء الله أن تتوفى والدتي قبل خمس سنوات - رحمها الله - وأسكنها فسيح جناته، لكن دعاءنا لها لم ينقطع، وكذلك الصدقات والحمد لله، أنا أشعر بأني أؤدي واجبي نحوها وهي في مثواها الأخير، وبعد مضي ثلاث سنوات على وفاتها - أي قبل عامين - طلبنا أنا وإخوتي من والدي أن يتزوج، وبعد جهود استطعنا إقناعه وتزوج بالفعل احتراما لوالدي.
أولا نتعامل مع زوجته بكل احترام وتقدير وعلاقاتنا جيدة، وأنا كثيرة السؤال عنها بالهاتف وأرسل لها الهدايا وتبادلني الشعور نفسه، ونفس الشيء بالنسبة لإخوتي، ولكن في نفس الوقت أنا مواظبة على واجبي تجاه والدتي رحمها الله.
مشكلتي التي أطرحها على فضيلتكم هو أن نوعا من الخوف والشعور الذي بدأ يراودني من أن هذه العلاقة الطيبة مع زوجة أبي قد يزعج والدتي وهي في مثواها الأخير، وقد يكون نوعا من نكران الجميل لوالدتي، أفيدوني برأي الشرع في هذه الناحية وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على البر بأمك, ولا شك أن حق الأم عظيم, ومهما فعل الأولاد من الإحسان إليها فلن يوفوها حقها، وقد أحسنت وأهلك في الحرص على أن تسود بينكم المحبة والتفاهم, وهذا ما ينبغي أن تكون عليه الأسرة المؤمنة.

وقد أحسنت أيضا في حرصك على البر بزوجة ابيك وصلتها, وفي ذلك من البر بأبيك ما فيه. ونوصيك بأن تدفعي عن نفسك ما ذكرت من الخوف والقلق فإن إحسانك إلى زوجة أبيك ليس فيه نكران لجميل أمك عليك ولو كانت أمك حية. ثم إن الميت في شغل عما يحدث هنا في الدنيا فهو مرهون بعمله. فعليك أن تستمري في الدعاء لأمك والتصدق عنها وغير ذلك مما تنتفع به بعد موتها. وراجعي الفتوى رقم:10602 ، وهي في كيفية بر الوالدين بعد موتهما.

وننبه إلى أن لفظ مثواها الأخير يحتمل معنى باطلا وهو نفي الحياة البرزخية والبعث بعد الموت, فينبغي اجتناب استعماله. وتراجع الفتوى رقم: 45290.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة