جواب شبهة حول قوله تعالى (ثم أتموا الصيام إلى الليل)

0 420

السؤال

أعاني فضيلة الشيخ من الوسوسة في العقيدة فمثلا على ذلك يقول الشيطان لي ونحن على أبواب رمضان المبارك إذا كان القرآن كلام الله خالق كل شيء فكيف يقول الخالق سبحانه ثم أتموا الصيام إلى الليل وهو سبحانه يعلم أن هناك أماكن في الكرة الأرضية ليس فيها ليل كالمناطق القطبية أو أن النهار فيها طويل مما يسبب الشقاء للناس، أفيدوني أفادكم الله وبارك فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أيها السائل أن القرآن كلام الله حقا وأنه كما قال تعالى: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد {فصلت:42} وأنه لا تعارض فيه ولا تضاد ولا اختلاف، كما قال تعالى: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا {النساء:82}

وإذا توهم أحد أن فيه اختلافا فهذا راجع إلى الجهل وليس إلى القرآن، وقول الله تعالى: ثم أتموا الصيام إلى الليل {البقرة: 187} ليس فيه إشكال من حيث وجود بعض الأماكن التي يطول فيها النهار، وذلك من وجهين:

الأول: أن تلك الأماكن التي يطول فيها النهار لستة أشهر أو أكثر كما هو الحال في القطب الشمالي، تلك أماكن قليلة جدا في العالم ومحدودة ونادرة والنادر لا عبرة به، والآية الكريمة إنما هي في المناطق التي يتعاقب فيها الليل والنهار وهذه المناطق هي الأصل في الكرة الأرضية، فكل الأرض يتعاقب بها الليل والنهار بصفة عادية إلا تلك المناطق النادرة.

ثانيا: أن الشريعة الإسلامية لم تهمل بيان حكم العبادات في مثل تلك الأماكن النادرة، فقد روى مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن المسيح الدجال أنه يمكث أربعين يوما في الارض يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم قال الصحابة فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره. فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم حل مشكلة مواقيت الصلاة في اليوم الذي يطول فيه النهار وأنهم يقدرون له قدره، وهذا تنبيه على حكم العبادات المرتبطة بالنهار والليل كالصلاة مثل الصوم والزكاة، فيقدر للصوم قدره وللزكاة قدرها وغير ذلك، وهذا يدل على أن هذه الشريعة من عند الله الحكيم الخبير الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

 وهكذا الحال في مسألة الصوم في القطب الشمالي يقدرون وقت الصوم كما يقدرون وقت الصلاة استنادا على الحديث المتقدم، وانظر تفصيل هذا في الفتوى رقم: 13228، وأخيرا نحيلك لبعض الفتاوى في علاج الوساوس في العقيدة، فانظر على سبيل المثال الفتوى رقم: 18353، والفتوى رقم:  13369.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات