السؤال
نحن مجموعة من الشباب التقينا على طاعة الله وفق منهج متكامل ونلتقي دوريا لتدارس ما وصلنا إليه وقد تعاهدنا منذ البداية على أن ينصح بعضنا لبعض فيما بيننا عملا بقوله تعالى : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض...الآية وذلك لنرقى بأنفسنا لكن حصلت بعض الخلافات بسبب هذا الأمر وصلت إلى حد القطيعة وإني أسأل:1- اذا أصر أحدنا على خطأ ما دون عذر هل يجب تنبيهه دائما أم نتركه؟ 2- أخطا أحدنا خطأ جسيما حيث تطاول على أحد العلماء الأجلاء على ملإ من الناس ثم بعد ذلك عاودت طرح هذه المسألة فيما بيننا لاعتقادي أن هذا الأمر خطير جدا فيجب أخذ العبرة منه والوقوف على الأسباب التي أوصلت صاحبه إلى هذا المنزلق الخطير وغايتي في ذلك وجه المولى سبحانه وتعالى أولا ومصلحة الجماعة ثانيا لكنه ثار وغضب وقاطع الجماعة بحجة أنه ندم على فعلته ولم يكن من الضروري تذكيره بذنبه وزعم أن ما فعلته مخالف للهدي النبوي فهل هو محق فيما قال الرجاء إجابتي في أقرب وقت ممكن لإصلاح ذات البين فالأمر لا يحتمل الانتظار ؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تناصح المسلمين فيما بينهم وتواصيهم بالحق والصبر وتعاونهم على البر والتقوى من آكد المطالب الشرعية، فهم بهذا يسلمون من الخسران ويحققون مقصد خلقهم الذي هو العبادة والانقياد لله تعالى ، ومن حق المسلم على إخوته أن لا يسلموه إذا وقع منه الخطأ بل إن عليهم أن يصبروا عليه ويكرروا مناصحته دائما ويكثروا الدعاء له ويحرضوه على الدعاء وسؤال الله الهدى ولا يملوا من ذلك ، فقد صبر نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عاما يدعو قومه ليلا ونهارا سرا وجهارا ولم يمل منهم ، وظل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عمه للإسلام حتى ساعة وفاته ، واعلم أن من أهم الوسائل الناجحة في إصلاح الخطأ أن يبين الحكم أو يناقش عند الخلاف بغض النظر عن قائله حتى لا يتعصب للباطل عملا بمنهج ما بال أقوام يقولون كذا ، وأما من تاب فيتعين ستره وعدم التشهير به والتذكير بقولته دائما ، وراجع لمعرفة التفصيل في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها : 18788 ، 60052 .
والله أعلم .