السؤال
لي عائلة متدينة والحمد لله وإخوتي كلهم متزوجون إلا أن الأخ الأصغر ولقد من الله علينا بالحب والترابط إلا أنه في فترة من الفترات يقع تشابك في العلاقات بين إخوتي خاصة أن الوالدين كبرا وهما مرضى وتقريبا كل يوم جمعة نلتقي فيها جميعا فأرجو من سماحتكم أن تفيدوني بكلمات ألقنها لأخوتي كي يبقى الترابط الإسلامي بيننا وخاصة أن الوالدين لهم الفضل الكبير في تربيتنا وأريد أن يروا أبناءهم كالبنيان المرصوص.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم أن يزيدكم هدى وتقى، وأن يؤلف بين قلوبكم على الخير؛ إنه سميع مجيب.
فقد حث الشرع على الوحدة والترابط وصلاح ذات البين، ونهى عن الفرقة وفساد ذات البين، وإذا كان مثل هذا التوجيه لعموم المسلمين فمن كانت بينهم رابطة النسب أولى به وآكد في حقهم؛ لما بينهم من الرحم التي أوجب الله وصلها ونهى عن قطيعتها، وراجع في صلة الرحم الفتوى رقم:26850 ، ونضيف هنا بعض نصوص الشرع التي تحث على المحبة والوحدة وتنهى عن البغضاء والفرقة ومن ذلك.
أولا: قول الله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا {آل عمران: من الآية103}
ثانيا: ما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا.
ثالثا: روى الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة! قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة.
رابعا: وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا.
وننبه في ختام هذا الجواب إلى وجوب الحذر من المعاصي فقد تكون سببا في وجود البغضاء ونفرة قلوب الأحبة بعضها عن بعض، روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما.
والله أعلم.