السؤال
أشكركم على موقعكم وأطلب منكم أن تكتبوا في المقالات شيئا عن من يظلم أخاه عمدا ومتجبرا عليه بأن لا حول ولا قوة له ويظلمه فقط بأنه وجده فقط صابرا ومتسمحا ويتخذ الحديث من أحبه الله سلط عليه من يظلمه؟
أشكركم على موقعكم وأطلب منكم أن تكتبوا في المقالات شيئا عن من يظلم أخاه عمدا ومتجبرا عليه بأن لا حول ولا قوة له ويظلمه فقط بأنه وجده فقط صابرا ومتسمحا ويتخذ الحديث من أحبه الله سلط عليه من يظلمه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الظلم من أقبح المعاصي وأشدها عقوبة... يقول الله عز وجل: ألا لعنة الله على الظالمين {هود:18}، ويقول الله تعالى: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار* مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء {إبراهيم:42-43}، وإن من فضل الله تعالى على عباده أن حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده، فقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. رواه مسلم، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة... ويقول أيضا: إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد. متفق عليه. ويقول أيضا: واتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، يرفعها الله فوق الغمام ثم يقول الله جلا جلاله: لأنصرنك ولو بعد حين. كما ثبت في أحاديث في الصحيحين والمسند وغير ذلك، ونصوص الوحي من القرآن والسنة مليئة بالوعيد الشديد للظالمين.
ولذلك فإن على هذا الأخ أن يتقي الله تعالى ويكف عن الظلم، وليعلم أن الظلم من الأخ ومن الكبير والمسؤول... يكون أشد تحريما وأعظم قبحا، لأن المفروض فيه أن يحافظ على أخيه ويحفظه من مكروه ويرعاه ومن كل ضرر، فإذا صدر الظلم من الكبير للصغير ومن القوي للضعيف ومن الأخ لأخيه... كان ذلك أعظم جرما وأشد عقوبة، وقديما قيل:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * على الحر من وقع الحسام المهند
وليتذكر هذا الأخ الذي يصبر على أذى أخيه الأكبر وظلمه له ماله من الخير الكثير والثواب الجزيل إذا احتسب ذلك عند الله تعالى فقد قال سبحانه وتعالى: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى:43}، وفي صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم، ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما تقول، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك. وأما الحديث الذي ذكره السائل فلم نقف عليه فيما اطلعنا عليه من المراجع، ولكن جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلكم على أهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره.
والله أعلم.