المصائب والبلايا بين رفعة الدرجات والعقوبات

0 345

السؤال

كيف يعرف الإنسان أن ما يصيبه من بلاء عقاب من الله جل جلاله أم حب منه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث: إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه. وهل يدخل في هذا البلاء الإنقاص من بعض العبادات كقيام الليل حيث لم أعد أستطيع النهوض وأكتفي بصلاة ركعتين وأسأل الله أن يرزقنا قيام الليل، فأفيدوني بارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكثرة المصائب والبلايا والمنغصات التي تصيب الإنسان لها حالتان:

الأولى: أن تصيب المسلم المستقيم على دينه الصابر على بلاء ربه، فهو امتحان واختبار لتكفير ذنبه ورفعة درجته، وليست دليلا على غضب الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يصب منه. رواه البخاري وأحمد.

وإن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه حتى يلقاه نقيا من ذنوبه، فيدخله جنته ودار كرامته حيث لا نصب ولا وصب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة. رواه الترمذي وأحمد بإسناد حسن.

الثانية: أن تصيب المسلم العاصي البعيد عن الدين وتعاليمه المتسخط على أقداره، فهي عقوبات وتنبيهات يعذبه الله بها في الدنيا قبل الآخرة، كما قال الله تعالى: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون {السجدة:21}، وقال تعالى: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون {الروم:41}.

ومن العقوبات التي تنزل بالمسلم أن يقصر في العبادات والطاعات التي اعتاد فعلها بغير عذر، وهي عقوبة حرمان الكمال والترقي في درجات الصالحين، وليس عقوبة يعاقب عليه ما لم تكن الطاعات التي تركها واجبات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات