السؤال
أتمنى الرد على سؤالي في أقرب وقت لأهميته في حياتي مشكلتي تكمن في إجازتي الصيفية إلى بلدي قبل سنتين حيث أقيم خارج وطني وفي تلك الزيارة المشؤومة تعرفت على فتاة ونزغ الشيطان وحصل الشر (الزنى) وليست هذه هي المشكلة فحسب بل المشكلة أن ضميري لم يؤنبني على فعلتي بل ولا زال الشيطان يذكرني بالفتاة وأحسست أن قلبي متيم بها جدا رغم بعد المسافة وانقطاع التواصل (رغم أنني حافظ للقرآن الكريم) وكلما أحاول التوبة أجد نفسي أمارة بالسوء بل إلى درجة يمكن أن أقع في الخطيئة مرة ثانية لو توفرت الفرصة والعياذ بالله فما هو الحل الأنجح أريد إرشادي لخطوات عملية وشروط التوبة معروفة ولكن أريد التوبة عن قناعة لا عن عجز أو عدم توفر فرصة للفاحشة رغم أنني متزوج ولي أولاد فهل يا ترى السبب في وقوعي في الفاحشة هو أنني غير مقتنع بزوجتي وهل الزواج بالأخرى يمكن أن يكون سببا في البعد عن الفاحشة أرجو الرد ولكم جزيل الشكر كما أتمنى طرح سؤالي على شخص يتفهم الحالة النفسية أريد إرشاد عملي لا وعظي فأنا أعرف جريمة الزنا وعقوبتها؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن استشعارك لخطورة الأمر مؤشر خير، وبما أنك تحفظ القرآن الكريم وتعلم حرمة وعقوبة الزنى، فنرجو أن ينفعك الله بعلمك ويرزقك القوة على نفسك وشيطانك، ونوصيك ببعض الأمور لعلها تساعدك، فاحرص على الإكثار من مطالعة كتب التفسير وكتب الحديث والرقائق لتزداد علما بخطورة الفواحش، وما توعد الله به الزناة من العقوبة حتى يتولد عندك الندم على ما سبق، فإن الندم عرفه أهل العلم بأنه توجع القلب وتحزنه لما فعل وتمنى كونه لم يفعله، والندم من أساسيات التوبة وهو علامة صدقها، ففي الحديث: الندم توبة. رواه ابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
ويضاف إلى هذا أن استشعار ما في خزائن الله من أنواع العقوبات والعذاب العظيم يكبح جماح النفوس عن الشهوات المباحة، فأحرى ما كان محرما وسببا لتلك العقوبات، ففي الحديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني. وأكثر كذلك من النظر والمطالعة في الحديث عن الله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فطالع في صفات عظمته وجبروته وانتقامه، واطلاعه وعلمه بكل ما يعمله الناس وبخطرات نفوسهم حتى يتولد عندك من استشعار المراقبة ما يولد فيك الحياء من الله تعالى ومهابته وخشيته بالغيب، وأكثر سؤال الله أن يعفك ويعيذك من الشر ويعصمك من الفتن، وحافظ على الأذكار المقيدة والمطلقة فإنها تحميك من الشيطان، وبرمج لنفسك برنامجا تشغل به وقتك وقلبك وطاقتك عن التفكر في الرذيلة، فاستشعر حاجة الأمة للعلماء في هذا بعد ما مات كثير من العلماء الأجلاء في هذه السنوات الأخيرة، فاشتغل بتعلم تفسير القرآن الذي حفظته وتدبر معانيه، وتعلم من السنة النبوية والسيرة بيان القرآن والحياة الذي تنزل فيها والتطبيق العملي لذلك الجيل المبارك الذين رباهم القرآن وعاشوه تلاوة وعملا وخضوعا لأحكامه وانقيادا لها، واشتغل بتعليم زوجك وأولادك واصحب من الأخيار من يساعدك ويعينك على البر والاستقامة، وتذكر دائما نعمة الله عليك بالزواج فاستعف بزوجتك الحلال فإن معها مثل الذي مع تلك، ولكنه حلال، وفي استعماله أجر عظيم وثواب جزيل، وإذا إمكنك زواج تلك المرأة الثانية وتأكدت من كونها تابت إلى الله فهو أمر حسن، لأن الزواج هو الحل الأمثل للمتحابين، فاستخر الله في ذلك، واستشر أهلك في الزواج بها، ولا تطلع أحدا أبدا على ما وقع منك من ذنب، فإن اطلاع أي أحد على ذلك يعتبر معصية ثانية تنضاف إلى معصية الفاحشة، وإذا علمت منها صدق التوبة، وعلمت من نفسك القدرة على القيام بما أوجب الله من العدل والإنفاق فتزوج بها، ففي الحديث:لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصحح إسناده الهيثمي والألباني.
هذا، ويمكن أن تراجع قسم الاستشارات بالشبكة ليرشدوك فيما يفيد حالتك النفسية. وراجع للمزيد من الخطوات العملية في الإقلاع عن الفاحشة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 72497، 34932، 72509، 73902، 30425، 70674، 32928، 5874، 73937، 29464.
والله أعلم.