( قلت ) : ظاهر الحديث في حق المشرك ، فإنه إذا قال : لا إله إلا الله يحكم بإسلامه ، فإذا استمر على ذلك إلى أن مات دخل الجنة ، وأما الموحد من الذين ينكرون نبوة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يدعي أنه مبعوث للعرب خاصة ، فإنه لا يحكم بإسلامه بمجرد قوله : لا إله إلا الله ، فلا بد من ضميمة [ ص: 3 ] محمد رسول الله على أن جمهور علمائنا شرطوا في صحة إسلامه بعد التلفظ بالشهادتين أن يقول : تبرأت عن كل دين سوى دين الإسلام ، ومراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من هذه الترجمة أن من قال : لا إله إلا الله من أهل الشرك ومات لا يشرك بالله شيئا ، فإنه يدخل الجنة ، والدليل على ذلك حديث الباب على ما نذكر ما قالوا فيه . وقيل : يحتمل أن يكون مراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الإشارة إلى من قال : لا إله إلا الله عند الموت مخلصا كان ذلك مسقطا لما تقدم له ، والإخلاص يستلزم التوبة والندم ، ويكون النطق علما على ذلك .
قلت : يلزم مما قاله أن من قال : لا إله إلا الله ، واستمر عليه ، ولكنه عند الموت لم يذكره ، ولم يدخل تحت هذا الوعد الصادق والشرط أن يقول : لا إله إلا الله واستمر عليه - فإنه يدخل الجنة ، وإن لم يذكره عند الموت ; لأنه لا فرق بين الإسلام النطقي وبين الحكمي المستصحب ، وأما أنه إذا عمل أعمالا سيئة فهو في سعة رحمة الله تعالى مع مشيئته ، فإن قلت : لم حذف nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري جواب " من " من الترجمة مع أن لفظ الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=847091 " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " ؟ . قلت : قيل : مراعاة لتأويل nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ; لأنه لما قيل له : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان إلى آخره ، فكأنه أشار بهذا إلى أنه لا بد له من الطاعات ، وأن بمجرد القول به بدون الطاعات لا يدخل الجنة ، فظن هذا القائل أن رأي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في هذا مثل رأي وهب ، فلذلك حذف لفظ دخل الجنة الذي هو جواب "من" . قلت : الذي يظهر أن حذفه إنما كان اكتفاء بما ذكر في حديث الباب ، فإنه صرح بأن من مات ، ولم يشرك بالله شيئا ، فإنه يدخل الجنة ، وإن ارتكب الذنبين العظيمين المذكورين فيه مع أن nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي قال : قول وهب محمول على التشديد ، أو لعله لم يبلغه حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر ، وهو حديث الباب .