الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المهارات التخاطبية وكيفية تطويرها.

السؤال

السلام عليكم.


أنا أبلغ من العمر (35) عاماً مشكلتي هي في العلم حيث أنني درست حتى الابتدائية فقط ثم تركت الدراسة، وكنت في ذلك الوقت لا أعي أهمية العلم والشهادة، أما الآن وبعد فوات الأوان وأنا أرى من حولي جميعاً متعلمين ولديهم شهادات عالية، أرى نفسي صغيرة جداً ومسكينة؛ لأنني أقل منهم جميعاً.

فعزمت أن أبحث عن الثقافة؛ لأن الثقافة في نظري ترفع من مستواي العلمي على الأقل أمام الناس، أي أن أخبئ جهلي وراءها؛ فبدأت أقرأ الكتب والصحف، وأجلس أمام الإنترنت وأبحث عن المفيد بالنسبة لي، ولكن وللأسف ذهبت جهودي سدى، على الرغم من أنني أقرأ كثيراً وأسمع محاضرات وخطباً إلا أنني إذا أردت التحدث بما سمعت أو قرأت أرى نفسي عاجزة عن النطق، وحتى إذا بدأت أتكلم فإني أتكلم بكلام غير واضح وغير سلس.

لذا أرى أنني أقل واحدة ممن حولي، ولا أعرف ماذا أفعل؟ فهل هناك كتب أو طرق معينة تساعدني على التخلص من هذه المشكلة؟ حيث أني أريد أن أتحدث عن أي شيء أسمعه أو أقرؤه بطلاقة تامة.

أرجو من الله ثم من حضراتكم حل مشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ جينان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً أرجو أن أؤكد لك أيتها الأخت الفاضلة أن الإنسان ربما تفوته فرصة التعليم الأكاديمي، أي التعليم المنتظم عن طريق المدارس والجامعات وخلافه، ولكن الإنسان يمكن أن يعلم نفسه بطرق غير أكاديمية، وهنالك طرق كثيرة جدّاً.

أولاً: الشيء الذي أرجوه منك هو ألا تقللي من قيمة ذاتك، أي لا تحقري نفسك ولا تعتقدي أنك عاجزة أو قاصرة أو ناقصة، هذا مفهوم سلبي جدّاً، ولابد أن يختفي تماماً، وقد رأينا الكثيرين الذين لم تتح لهم الفرصة للتعليم ولكنهم تعلموا من الحياة وممارستها، وكانوا الحمد لله متفوقين ومبرزين.

الشيء الآخر: أنا أرى أن في مثل وضعك أحسن طريقة للتعلم هي الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، لا أقول لك ذلك لأني ربما أكون صاحب توجّه إسلامي وأحمد الله على ذلك، أقوله لك أيضاً لأني أرى أن فيه منفعة كثيرة لك، القرآن يعلم الانطلاقة في اللغة والمقدرة والتخاطب والتواصل.

فأرجو أن تذهبي لهذه المراكز وتتعلمي التجويد وتحفظي واقرئي التفاسير، فيها كلام جميل وبليغ وهو وسيلة فاعلة جدّاً لك أن تنطلقي وتكوني أكثر فصاحة وأكثر مقدرة في التخاطب.

كما أن حضور هذه المراكز والتواصل والاختلاط مع بقية الأخوات لا شك أنه سوف يرفع من مهاراتك الاجتماعية التخاطبية، هذا أمر مفروغ منه، أنا أعرف إحدى الأخوات قريبة لي، كانت –وهي خريجة المدرسة الابتدائية– من فضل الله الآن أصبحت مفوّهة وخطيبة ويشار إليها، وذلك لأنها ذهبت إلى هذه المراكز وتعلمت فيها ووجدت الكثير من الخير فيها.

وبجانب ذلك لا شك أن الاطلاع والإكثار من الاطلاع في كل صنوف وأنواع المعرفة سوف أيضاً يساعد في ارتفاع المهارات الاجتماعية والتخاطبية لديك.

يمكنك أيضاً أن تقومي بالقراءة أو إلقاء نوع من المحاضرات أو الأحاديث على نفسك والقيام بتسجيلها ثم الاستماع إليها، وصدقيني سوف تجدي أن مستوى أدائك ومقدرتك أفضل بكثير مما كنت تتصورين، ومن خلال هذا التسجيل والاستماع إليه يمكنك أيضاً أن تتخطي الهفوات والأخطاء الموجودة، وهذا بالتأكيد سوف يساعدك كثيراً.

أنت في حاجة ماسة لرفع الثقة في الذات واتباع ما ذكرته لك من إرشادات، والأمر بالتأكيد يتطلب التواصل والصبر، ولابد أن تكون لديك أيضاً إرادة التغيير، وأرجو ألا تحقري من قيمة ذاتك، فهذا أمر مخل جدّاً بالصحة النفسية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً