السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يرجى الإجابة عن هذه الرسالة من قبل الدكتور/ محمد عبد العليم.
الدكتور/ الفاضل محمد: وفقك الله، أنا أعاني من قلق اجتماعي وتقدير ذات منخفض، وذلك بسبب التنشئة القاسية، فمنذ أن كنت طفلًا ومراهقًا، كان أخي يضربني ويصفني بأقذر الألفاظ، إضافة إلى الانتقاد والإهانات والتخويف والقهر والتسلط، وغير ذلك من الأمور، فضلًا عن الجو العائلي والظروف المحيطة.
وبسبب الماضي والحاضر الذي أعيشه في معاناة مستمرة، أعاني أيضًا من الاكتئاب.
عندما أكون بين الناس لا يتوقف تفكيري، وحتى بعد أن يغادروا، أبدأ بصناعة سيناريوهات وأفكر وأحلل، ثم أنتقل إلى موضوع، ثم إلى تفاصيل التفاصيل، ثم إلى موضوع آخر، وتستمر الحالة نفسها، وأربط الأشياء بطريقة غير منطقية وغير سليمة، وأظل أفكر بهذه الطريقة، وهذا الكم الهائل من التفكير يُؤثِّر على سلوكي ومشاعري وشخصيتي.
أشعر وكأنني مجبر على التفكير، أو أني فاقد السيطرة، أو أن هناك شيئًا داخليًا يحب هذا النمط من التفكير، وعلى الأغلب أشعر أنني أريد قهر نفسي؛ لأن أغلب تفكيري يسير بهذا الاتجاه، وعندما يظهر شيء إيجابي أحاول تجنبه ودفنه ولا أتقبله.
لا أحضر المناسبات الاجتماعية منذ ما يقارب أربع سنوات، وكلما كبر الإنسان ازدادت مسؤولياته الاجتماعية، وعندما بدأت أشعر بهذا الأمر، وأني لا أحسن الأداء الاجتماعي، بدأت أتجنب، وأصبحتُ حبيس المنزل، لا أخرج إلَّا نادرًا.
لا أستطيع الجلوس مع عائلتي دون أن أستخدم الهاتف أو أُبدي رأيي، وعندما يأتي الضيوف، يتقطع صوتي وأرتجف، فأخرج من الغرفة فورًا، وقد تركت المدرسة منذ ثلاث سنوات.
أكثر ما أعاني منه هو الشعور بأنني لا أستطيع تخيّل نفسي رجلًا، أو أن أتصرف كالرجال، أو أن أكون في صورة جيدة، أو أن أصبح مثل الناس طبيعيًا وأتصرف بحرية.
أنا الآن أطلب خطة علاجية دوائية كاملة، تأخذ بعين الاعتبار ما أعانيه من الأفكار، فالأفكار لها أسباب، مثل التنشئة وعدم تزكية التفكير، لكنني أشعر أن هناك جانبًا مرضيًا في طريقة التفكير.
بدأت أتحسّن قليلاً، وقبل ثلاثة أشهر تغيرت بعض الظروف وتحسنت قليلًا، حتى إنني أجبرت نفسي وذهبت إلى مناسبة اجتماعية، لكنني كنت خائفًا ومتوترًا جدًّا.
وعلى العموم، أشعر أن تقييم حالتي متوسط، وتبقى مواجهة المواقف الاجتماعية أمرًا سأعمل عليه بالتدرج، فقط أطلب خطة علاجية دوائية كاملة.
أنا من العراق، وعمري 23 عامًا، ووزني 52 كغ، وليس لدي أمراض سوى التهاب في البربخ منذ ستة أشهر، وذلك بسبب العادة والاستثارة، وقد بدأت العلاج منذ عشرين يومًا، وانتهيت منه قبل أسبوع.
وجزاكم الله خيرًا.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

