السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبت لكم بعد أن فكرت كثيراً.
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، طال عذابي من الوسوسة بجميع أنواعها، لكن أشدها علي الوسوسة الدينية حيث أني عندما أسمع أي معلومة دينية تزيد وسوستي أكثر حتى كرهت سماع البرامج الدينية لكثرة ما أجد بينها من اختلافات، وهناك أشياء لا أستطيع أن أصدقها في تلك البرامج.
أخاف أن أذهب لأتعلم ديني فتزيد وسوستي الدينية ولو كان الذي يعلمني ليس من أهل العلم حقاً.
زادت المعاناة حيث كثر من يتكلمون بغير علم ويحسبهم الناس علماء، وعندما لا أتعلم ديني تزيد وسوستي أيضاً حيث تخطر على بالي أشياء لا يجاوبها إلا عالم بمعنى الكلمة.
وعندما لا أستمع إلى وساوسي أهدأ قليلاً ثم تعاودني أشد وأشد وتجعلني أريد أن أنام من شدة هذه الفكرة التي خطرت على بالي وأبدأ في التقاعس عن عملي وعن الصلاة حيث أشعر بضيق في صدري من هذه الفكرة التي خطرت على بالي ولا أجد لها جواباً.
فأظل أقاومها وآتي بالأسباب لأتغلب عليها وربما كتبت هذه الأسباب في ورقة ثم أحاول ألا أفكر فيها فتختفي فترة إلى أن أسمع برنامجا دينياً أو أحداً يتكلم حول هذه الفكرة فتعود الوسوسة مرة أخرى!
وعندما أسأل فيها أمي أو إخوتي يقولون لي: لا تفكر في الموضوع، تعلم دينك أولاً، فأعود للمعاناة من جديد خوفاً من زيادة الوسوسة.
أبكي كثيراً فما يحدث لي ويلهيني عمن يتكلمون إلي أحياناً، ويلهيني عن عملي والتقدم فيه، حيث أني مهندس ويلهيني عن التركيز في الصلاة وأحس كما لو أني كفرت أو أشركت.
وعندما أعرف حل وسوستي تأتي وسوسة جديدة، وهكذا في دائرة لا أستطيع الخروج منها، ولا أجد صحبة صالحة تساعدني حتى أسألها، ولا قدوة حسنة أقتدي بها وأخاف من أن أموت وأنا على هذا الحال.
أحياناً من شدة وسوستي أتجه إلى أشياء تغضب الله حتى أنسى ما كنت أفكر به مثل العادة السيئة، وهذا يؤلمني أكثر ولكني وعزة الله أريد أن أطيعه ولكني لا أعرف لأني جاهل وموسوس وعاصي، فما الحل؟
أرجوكم ساعدوني أكاد أن أنهار، فوسوستي ظلت معي 9 أعوام، ولا أجد حلاً لحالتي.
علماً أني أعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ذاك صريح الإيمان) ولكني أخاف أن تكون ليست وسوسة ويكون ذلك تفكيراً نفسياً، ويكون العلاج الجازم هو العلم الذي هو في الأساس يسبب لي وسوسة أحياناً.
أنا محتار كثيراً.
وشكراً.