السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسهب في الحديث، فقد احترتُ في معرفة نفسي بين الحقيقة والخيال، ما هي حقيقة شخصيتي؟ وهل ما هو ظاهر للناس خيال أم ماذا؟
نشأتي وتأثيرها عليّ: نشأتُ في أسرة متوترة، يغلب عليها الحدة في الطبع، لا يُعبِّرون عن مطالبهم إلا بالضجيج والتسلط، ولا يوجد احترام متبادل، حتى على سبيل المجاملة، وفي طفولتي كنتُ متميزًا بين أقراني، وكانوا يهابونني ويجعلونني رئيسًا عليهم، مما منحني شعورًا بالصدارة، ولم يكن عندي مشاكل واضحة في الطفولة، فقد كانت بريئة ومفعمة باللعب والعلاقات الاجتماعية.
والدي -هداه الله- لم يجعلنا نعتمد على أنفسنا في أي مجال، وكبرنا دون إرشاد للمستقبل، مما جعلني أعيش حياتي دون تخطيط، وفي مرحلة المراهقة والتغييرات الشخصية، بدأتُ أشعر بخلل سلوكي، لم يصل إلى حد الانحراف الإجرامي، لكنه كان ملحوظًا، كنتُ أرى نفسي شخصًا غير عادي، وأتهم نفسي بالكبر، حيث كنت أنظر بازدراء إلى من ليست لديهم شخصية قوية، وكنتُ أميل إلى مرافقة من يكبرني سنًا، ظنًّا مني أن ذلك يرسخ صورتي كرجل ناضج.
في البداية، كنتُ خجولًا وصامتًا، لكنني تعلمتُ الجرأة والمرح من قريبي، فتحولتُ من خجولٍ إلى شخص جريء ومحبوب، سريع الإجابة، قوي الشخصية، وأصبحتُ محط إعجاب حتى للكبار، ونلتُ القبول والتقدير في المجالس.
الزواج والتغييرات في حياتي: تزوجتُ في سن 17 عامًا، بقرار من والدي خشية انحرافي أخلاقيًا، لم يُغيِّر الزواج شيئًا في حياتي، فقد استمر والدي بفرض سلطته، وكنتُ أشاركه في أعماله، لكنه لم يقبل اقتراحاتي التطويرية، ثم منّ الله عليّ بالهداية، فأصبحتُ ملتزمًا، لكنني ملتُ إلى التشدد، وهجرتُ كل معارفي وأصدقائي القدامى، خشية أن يعودوا بي إلى ما كنت عليه.
بدأتُ أطلب العلم، لكنني أظهرت نفسي كطالب علم كبير، وأصبحتُ أفرض على نفسي سلوكًا صارمًا، أتقنتُ إلقاء الخطب والمواعظ، مما جعل الناس تنظر إليَّ نظرة الرجل المثالي، ورغم نجاحي الظاهري، لم أجد من يشاركني طموحي الدعوي، مما أشعرني بالوحدة، أما علاقتي مع أصدقائي السابقين أصبحت سطحية، لأني أرى نفسي طالب علم وهم عوام، وأخشى أن يؤثروا عليّ.
لديّ أفكار عظيمة، لكنني لا أملك القدرة على تنفيذها، وإذا كنت قويًا، بطشتُ ولم أرحم، وإذا كنت ضعيفًا، أصبحتُ حليمًا جدًا، وهذا التناقض يحيرني، كثير الخصومة والغضب، ولا ألتمس الأعذار للمخطئين، مما جعلني أفقد الكثير من الأصدقاء، لستُ جادًا في تطبيق أفكاري، رغم إيماني بقدراتي، لدي موهبة الإبداع، لكن فقط عندما أهتم بالشيء وأرغب فيه.
شخصيتي متناقضة بين الانطوائية والانفتاح، وأعاني من قلة الاتزان في الفرح والغضب، أشعر أنني لا أعرف نفسي جيدًا، وأتساءل: هل شخصيتي مزدوجة أم ماذا؟
أرجو منكم تحليلي نفسيًا وإخباري بحقيقة شخصيتي، فقد كنت صريحًا معكم، رغم عدم تنظيم أفكاري بشكل جيد.
جزاكم الله خيرًا.